2012-11-11 14:23:41

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن مثال الأرملة في الكتاب المقدس


تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: إن ليتورجية الكلمة هذا الأحد تقدم لنا الأرملتين كمثال للإيمان. تقدمهما لنا بشكل متوازي: فقصة الأرملة الأولى مأخوذة من سفر الملوك، أما الثانية فيرويها إنجيل القديس مرقس. الأرملتان فقيرتان، وفي وضعهما هذا تُظهران إيمانا كبيرا بالله. المرأة الأولى تشملها سلسلة القصص عن النبي إليا الذي وخلال المجاعة أمره الله بالتوجه إلى جوار صيدا، أي خارج إسرائيل، في أرض كانت وثنية. هناك التقى هذه الأرملة وطلب منها أن تعطيه ماء وخبزا ليشرب ويأكل. أجابت المرأة قائلة إن لديها حفنة من الدقيق، ونقطة زيت واحدة، لكن بعد أن أصر النبي على طلبه، ووعدها بأنها لن تحتاج بعد اليوم إلى الدقيق والزيت، لبت الطلب ووجدت مكافأتها. أما الأرملة الثانية الوارد ذكرها في الإنجيل، فيراها يسوع في هيكل أورشليم، أمام الصندوق الذي توضع فيه التبرعات. ورأى يسوع المرأة تضع في الصندوق قطعتين من النقود؛ بعدها توجه إلى التلامذة وقال لهم إن تقدمة هذه المرأة أهم وأكبر من تقدمة الأغنياء، لأن هؤلاء يتبرعون بما يفضل عنهم، أما هذه المرأة، فقدمت كل ما لديها. إزاء هذين الحدثين الواردين في الكتاب المقدس بإمكاننا أن نتعلم درسا في الإيمان الذي يميز من يبني حياته على الله، على كلمته، ويضع ثقته التامة به. فالأرملة كانت امرأة تعاني من العوز الشديد. لذا نرى في الكتاب المقدس أن الله يعتني بالأرامل والأيتام اعتناء خاصا. فقدوا الدعم الأرضي، لكن الله بقي زوج الأرامل ووالد الأيتام. لكن الله يطلب منا أن نؤمن به، وهذا ما ينعكس في محبتنا له وللقريب. لا أحد يكون فقيرا جدا لدرجة أنه عاجز عن تقديم أي شيء، وهذا ما تظهره الروايتان اللتين تقترحهما علينا اليوم ليتورجية الكلمة. في ختام كلمته وقبل أن يوجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، ذكر البابا بأنه تم بالأمس احتفال تطويب ماريا لويزا بروسبيري، التي كانت راهبة وعاشت في منتصف القرن التاسع عشر، وكانت مسؤولة عن دير البندكتان في تريفي. كما أشار إلى أنه يُحتفل هذا الأحد في إيطاليا بـ"يوم الشكران"، وفي إطار سنة الإيمان يدعونا هذا الحدث إلى عيش حياة متجذرة في الإيمان، ولنرفع الشكر ليد الله الخالق الذي يغذي أبناءه.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.