2012-11-09 16:39:59

كلمة البابا بندكتس السادس عشر إلى الجمعية العامة للإنتربول


التقى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان بممثلي أجهزة الشرطة والأمن وأفراد من الهيئات التابعة لـ 190 دولة أعضاء، ووجه كلمة قال فيها أحييكم بحرارة ومن خلالكم أود التوجه بالتحية للمسؤولين في بلادكم ولجميع مواطنيكم والذين من أجل أمنهم تعملون بمهنية وبروح الخدمة.

تابع الأب الأقدس يقول: لقد استطعتم في هذه الأيام المخصصة للدراسة والنقاش، أن تركزوا انتباهكم على تنمية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة. في الحقيقة من الأهمية بمكان أن يزداد التعاون وتبادل الخبرات لاسيما في هذا الوقت الذي نشاهد فيه، وعلى مستوى عالمي، تفشيا لمصادر عنف، من خلال ظواهر تتخطى الحدود وتكبح تقدُّم البشريّة.

أضاف البابا يقول: في زمننا الحاضر، تتألم العائلة البشرية بسبب العديد من التعديات على القانون وعلى الشرعية، والتي في كثير من الحالات تتحول إلى حلقات عنف وأعمال إجرامية. لذا فمن الضروري إذا حماية الأفراد والجماعات من خلال التزام دائم ومتجدد، وعبر الأدوات الملائمة. بهذا الصدد، فان دور الإنتربول، الذي يمكننا التعريف عنه كحامي للأمن الدولي، يأخذ أهمية كبرى، في تحقيق الخير العام لأن المجتمع العادل يحتاج إلى نظام وإلى احترام القوانين لتحقيق التعايش الاجتماعي السلمي. أعلم أن بعضكم يقومون بخدمتهم أحيانا في ظروف بمنتهى الخطورة، معرضين حياتهم للخطر من أجل حماية حياة الآخرين، وللسماح في بناء هذا التعايش السلمي.

ندرك اليوم أن العنف يظهر عبر أشكال جديدة، تابع البابا يقول، فبالرغم من أن بعض أشكال العنف تتضاءل تدريجيا خاصة في ما يتعلق بعدد النزاعات المسلحة، تتابع أشكال أخرى نموها كالعنف الإجرامي والذي يسبب سنويا أكبر نسبة في عدد الوفيات في العالم. وأضاف أن هذه الظاهرة اليوم هي بغاية الخطورة إذ تشكل عاملا في اختلال التوازن الاجتماعي وتمتحن في بعض الأحيان سيادة الدولة.

تابع البابا يقول: يقدم لي، لقاء اليوم معكم أيها الأصدقاء الأعزاء، العاملون في الشرطة الدولية، فرصة للتأكيد مجددا على أن العنف، بمختلف أشكاله الإرهابية والإجرامية، هو دائما مرفوض لأنه يجرح بعمق الكرامة الإنسانية ويشكل إهانة للبشرية بأسرها. من الواجب إذا قمع الجريمة في إطار القوانين الأخلاقية والقضائية، لأن مقاومة الجريمة ينبغي أن تكون عبر احترام حقوق الإنسان ومبادئ دولة القانون. في الواقع على محاربة العنف أن تحد من الإجرام وتدافع عن المجتمع، وإنما يجب عليها أيضا أن تعمل على توبة المجرم وإصلاحه، إذ يبقى دائما شخصا بشريا، يتمتع بحقوق غير قابلة للتصرف، وعليه لا يجب أن ينبذ من المجتمع بل أن يعالج.

لذا فالرد على العنف والجريمة لا يجب أن يترك فقط لقوات حفظ الأمن، ولكنه يتطلب مشاركة جميع الذين يؤثرون على هذه الظاهرة. إن هزيمة العنف التزام يشمل المجتمع بأسره: العائلات والهيئات التربوية ومن بينها المدارس ووسائل الاتصال الاجتماعي والمواطنين بأجمعهم. فلكل فرد مسؤوليته الخاصة من أجل بناء مستقبل عدالة وسلام.

ختم الأب الأقدس كلمته مجددا شكره وتقديره للجميع على عملهم وقال لينيركم الرب القدير والرحيم في تأدية مسؤوليتكم، وليعضدكم في خدمتكم الاجتماعية، ويحفظكم مع معاونيكم وعائلاتكم.








All the contents on this site are copyrighted ©.