2012-11-08 16:21:19

"واي بوفرتي" أو لماذا الفقر؟ حملة إعلامية على نطاق عالمي ترمي إلى تسليط الضوء على آفة الفقر في العالم


"واي بوفرتي" أو لماذا الفقر؟ حملة إعلامية على نطاق عالمي ترمي إلى تسليط الضوء على آفة الفقر في العالم وتشارك فيها وسائل إعلام من مختلف أنحاء العالم. كيف يُقاس الفقر؟ من الصعب جدا أن نضع معايير للفقر بيد أن البنك العالمي يقيس الفقر استنادا إلى الدخل فيعتبر أن الفرد الذي يتقاضى أقل من دولار وخمسة وعشرين سنتا في اليوم يعيش في حالة من الفقر المدقع. وفقا لهذه المعايير يتضح أن مليار وأربعمائة مليون شخص حول العالم يعيشون تحت خط الفقر أي حولي كائن بشري من أصل أربعة. لكن مسألة الفقر لا تعتمد فقط على عملية حسابية بسيطة خصوصا وأن الخبراء يقولون إن من يتقاضى أكثر من دولار وخمسة وعشرين سنتا في اليوم لا يعيش حياة رفاهية. وهناك أيضا مؤشر النمو البشري على سبيل المثال، الذي يشكل ركيزة لتقارير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية، ويأخذ هذا المؤشر عوامل أخرى في عين الاعتبار، من بينها نسبة الأمية ومعدل الأعمار، وينظر بالتالي إلى غنى الحياة البشرية عوضا عن النظر إلى غنى الاقتصاد. هل يتمتع الأشخاص بالحق في ألا يكونوا فقراء؟ يدل مؤشر التنمية البشرية على حدوث تبدل في نظرة الأشخاص إلى الفقر خلال السنوات والعقود الماضية. إنها مسألة تتعلق بحقوق الإنسان. الفقر لا يقتصر فقط على تلبية الاحتياجات الجسدية للإنسان، لاسيما الحق في الحصول على الطعام والمياه، بل يتعلق بمعنى أن يكون الشخص كائنا بشريا. تؤكد منظمة الأمم المتحدة في هذا الإطار أن الفقر يكمن في حرمان الشخص من الفرص، ويشكل انتهاكا للكرامة البشرية ويعني انعدام قدرة الفقير على المشاركة بشكل فاعل في الحياة الاجتماعية. من هذا المنظار، إن مكافحة الفقر ليست خدمة نؤديها للأشخاص الفقراء. وكما قال رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا: "تخطي الفقر، ليس عمل إحسان، بل عمل عدالة. فالفقر ليس طبيعيا، شأنه شأن العبودية والأبرتهايد. الفقر هو من صنع الإنسان، وبالتالي يمكن تخطيه". مكافحة الفقر تعني أن هناك أشخاصا يطالبون بحقوقهم ككائنات بشرية! المال يساعد في التغلب على الفقر لكنه ليس وحده الحل. مكافحة القفر تتطلب إصلاح البنيات المعقدة على الصعيد العالمي، إنها عبارة عن خطوات صغيرة تمنح الفقراء مزيدا من الفرص والقدرة على اتخاذ الخيارات وعلى أن يكونوا أسياد مصيرهم. وإذا أردنا أن نعالج هذه الآفة الخطيرة ينبغي أن نبدأ بطرح السؤال التالي "لماذا الفقر؟". وبغية تسليط الضوء على هذه الآفة الخطيرة التي يرزح تحت وطأتها ما يقارب مليار ونصف مليار كائن بشري، أي ربع سكان الأرض تقريبا، قرر القيمون على مشروع "واي بوفرتي" تكليف بعض مخرجي الأفلام الناجحين على صعيد عالمي بإعداد ثمانية أفلام توثيقية حول الفقر، كما طُلب إلى عدد من المخرجين الصاعدين تصوير حوالي ثلاثين فيلما قصيرا حول هذا الموضوع. تتطرق هذه الأعمال إلى مسائل معقدة، وتطرح تساؤلات صعبة لكنها مفعمة بالأحاسيس والمشاعر. تُبث هذه الأفلام حول العالم خلال شهر تشرين الثاني نوفمبر الجاري، وذلك بفضل تعاون سبعين محطة تلفزيونية وطنية، ومن المرتقب أن تبلغ زهاء خمسمائة مليون شخص. سترافق هذه الأفلامَ ـ التي ستصبح متوفرة على موقع يوتيوب للتواصل الاجتماعي بعد شهر تشرين الثاني نوفمبر ـ مبادراتٌ أخرى ترمي إلى إحداث نقاش على الصعيدين الدولي والوطني لحمل الرأي العام على التساؤل: لماذا الفقر؟ يقول القيمون على هذه المبادرة إنهم لا يسعون إلى الربح المادي كما لا يريدون أن يقدموا حلولا لآفة الفقر. كل ما يريدون من خلال هذه المبادرة هو حمل الرأي العام على التفكير بآفة الفقر ودفع الأشخاص على الإسهام في الجهود الآيلة إلى مكافحتها واستئصالها.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.