2012-11-05 14:59:06

البطريرك الماروني يشدد مجددا على أهمية الحوار


في عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: نجدّد اليوم إيماننا بالمسيح وبالكنيسة فيما نحتفل في هذا الأحد الأوّل من السنة الطقسية بتقديس الكنيسة. "أنت هو المسيح ابن الله الحيّ". هذا هو إيماننا المسيحي الذي نردّده مع بطرس الرسول ونعيش بمقتضاه لاسيما في "سنة الإيمان" التي افتتحها البابا في الحادي عشر من تشرين الأول أكتوبر الفائت، وأضاف: إن الإيمان عطية ونعمة من الله إذ يلهم الروح القدس من يتقبّله فينير عقله ليرى الحقيقة الإلهيّة الموحاة ويستنير بها ويشدّد إرادته للثبات في الحقيقة برجاء وللإلتزام بها في الأعمال ويسكب في قلبه المحبة لله ليعيشها حضارة حياة. وفي أحد تقديس البيعة، نلتمس من المسيح الرب أن يفتح عقولنا وإراداتنا والقلوب، لنقبل هبة الإيمان من الله الآب بالروح القدس، فبدونها نحن عاجزون عن معرفة الحقيقة والتزام الخير والعيش بالمحبة... وتابع البطريرك الماروني قائلا: أودّ باسمكم أن اشكر قداسة البابا على الرسالة التي وجّهها إليّ في 2 تشرين الأوّل وعبّر فيها عن امتنانه العميق للاستقبال الحارّ الذي لقيه منّا ومن السّادة المطارنة ومن كلّ أبناء كنيستنا وبناتها، ومن كلّ الذين شاركوا في محطّات زيارته للبنان، مع ذكر خاصّ للقاء الشبيبة في ساحة الكرسي البطريركي، ولقدّاس الأحد الختامي في بيروت. ولا بدّ من الإشارة إلى ما جاء في رسالته من أجل العمل بموجبه. لقد أدرك "الغنى الإنساني والحيويّة الكنسيّة في لبنان، وألم العديد من الأشخاص، ضحايا العنف". واعتبر أنّ "الزيارة وما أنتجت من ثمار تستطيع تشجيع الكنيسة في لبنان وتوجيهها لتعيش بشجاعة شهادتها للشركة، وتنظر إلى المستقبل برجاء". وتمنّى "أن يتمكّن الإرشاد الرسولي، الذي وقّعه وسلّمه، من أن يُنبت على هذه الأرض المحبوبة بذور المصالحة والعدالة والسلام، من خلال تطبيق نداء الشركة والشهادة، الموصوف في الإرشاد بكلّ وجوهه الإنسانيّة والعقائديّة والكنسيّة والروحيّة والراعويّة". مضى البطريرك الراعي قائلا: وبعد هذه الرسالة اللّطيفة والغنيّة بأبعادها النبويّة، وفيما كان الشعب كلّه في الداخل وفي الخارج يعيش بهجة زيارة قداسة البابا للبنان التي رفعته إلى مكانته العربيّة والدوليّة، جاءت قوى الشرّ المتربّصة أبداً به وبأهله، فكان اغتيال شخصيّة أمنيّة لبنانيّة سنّية معروفة هو اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في الأشرفية الجمعة في 12 تشرين الأوّل، ووقعت معه ضحايا بريئة من المواطنين وجرحى وتهديم منازل ومتاجر وتهجير أهلها. إنّنا نجدّد للعائلات المصابة مشاعر التعزية والشركة والصلاة. وأودّ أن أوجّه عاطفة خاصّة إلى الإخوة السنّة في لبنان الذين يعتبرون، وبحقّ، أنّهم مُستهدَفون وبالتالي لبنان، حيث الكل بات مُستهدفاً. وهذا ما تسبب بموجة عارمة من التنديد والمطالبات وظهور موجة راديكالية على حساب المعتدلين وهم الأكثرية. ونقول لهم أنّ الجرحَ البليغ هو جرحنا جميعاً، وينبغي أن نحوّله معاً إلى آلام مخاض، يولد منها واقع جديد في لبنان، على مستوى الدولة والشعب والمؤسّسات. واقع يحقّق أمنيات قداسة البابا المعبّر عنها في رسالته المذكورة، أعني "المصالحة والعدالة والسلام". إنّنا نتضامن مع كلّ ذوي الإرادات الطيّبة والنوايا الحسنة، من لبنان وخارجه، لكي لا تنال قوى الشرّ الفاعلة في هذا الشّرق من وحدة أسرتنا اللّبنانيّة ورسالتها ودورها. فالكنيسة المنيعة على هذه القوى هي إلى جانب كلّ مظلوم ومقهور ومهمّش. وأدعو إلى تلبية دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى التشاور والحوار من أجل العبور إلى واقع جديد يكون فيه خير لبنان ومؤسساته وخير جميع مكوّناته، أفراداً وجماعات.








All the contents on this site are copyrighted ©.