2012-11-03 15:51:32

قداسة البابا يترأس القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية على نية الكرادلة والأساقفة الذين فارقوا الحياة خلال السنة


ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم السبت قداسا إلهيا على نية الكرادلة الذين فارقوا الحياة خلال هذه السنة. وألقى عظة للمناسبة استهلها قائلا إن الزيارة التي قام بها إلى المدافن الفاتيكانية تسمح بتجديد الربط مع الأشخاص الأعزاء الذين رحلوا عن هذه الدنيا. وقال إن القبور هي بمثابة مرآة تعكس حياة هؤلاء الأشخاص، إذ نتذكر من خلالها كل ما فعلوه في حياتهم الأرضية، نتذكر آمالهم وتطلعاتهم ومخاوفهم. فالمدافن ـ تابع البابا يقول ـ تشكل فسحة يلتقي فيها الأحياءُ أحباءهم الأموات في علاقة شركة لم يتمكن الموت من قطعها. وفي روما بالتحديد نشعر من خلال زيارة المدافن بالعلاقة الوطيدة مع العصور الأولى للمسيحية ونشعر بقربها منا. وأكد الحبر الأعظم أن الموت مسألة تعني إنسان اليوم كما كانت تعني إنسان الأمس. فقد تبدلت أشياء كثيرة على مر العصور، لكن الموت بقي هو هو. إزاء هذا الواقع ـ مضى قداسة البابا إلى القول ـ يبحث إنسان كل زمان عن بصيص نور يحمله على الرجاء، ويحدثه عن الحياة. ثم تساءل البابا: كيف نتعامل نحن المسيحيون مع مسألة الموت؟ نعالجها من خلال الإيمان بالله، وننظر إليها نظرة مفعمة بالرجاء ترتكز إلى موت وقيامة السيد المسيح من بين الأموات. بهذه الطريقة ينفتح الموت على الحياة الأبدية التي لا تشكل تكرارا لحياتنا الأرضية بل إنها شيء جديد تماما. يعلمنا الإيمان أن الحياة الأبدية التي نطمح إليها ليست مجرد فكرة أو مفهوم بل إنها علاقة شراكة كاملة مع الله الحي: هي أن نكون بين يديه، في محبته ونكون من خلالها جسما واحدا مع جميع الأخوة والأخوات الذين خلقهم وأعتقهم. رجاؤنا يرتكز إذا على محبة الله الذي يشع من خلال صليب المسيح فيما يتردد في قلبنا صدى الكلمات التي قالها يسوع للص "اليوم ستكون معي في الفردوس". هذه هي الحياة التي تبلغ ملأها، التي نراها اليوم كمن ينظر إلى السماء الصافية من خلال الضباب. تابع البابا عظته قائلا: في هذا الجو من الإيمان والصلاة اجتمعنا اليوم حول هذا المذبح لنحتفل بالذبيحة الإلهية على نية جميع الكرادلة ورؤساء الأساقفة والأساقفة الذين أنهوا حياتهم الأرضية خلال السنة الماضية. ونتذكر بصورة خاصة الأخوة الكرادلة جون باتريك فولي، أنتوني بيفيلاكوا، خوسيه سانشيز، إغناطيوس موسى داود، لويس أبونتيه مارتينيز، رودولفو كيزادا تورونيو، أوجينيو دي أراوخو ساليس، بول شان كوو هسي، كارلو ماريا مارتيني، وفورتوناتو بالديلّي. وإذ نفكر أيضا بأخوتنا رؤساء الأساقفة والأساقفة الموتى نسأل الله الرحوم والعادل والغفور أن يمنحهم المكافأة الأبدية التي وعد بها المؤمنين خدام الإنجيل. بعدها أشار البابا إلى أن هؤلاء الموتى عاشوا حياة تميزت بالتواضع والرأفة، وكانوا أنقياء القلوب وصانعي سلام. وخدموا الكنيسة بأمانة ومحبة ولم تخل مسيرتهم من الصعوبات والعراقيل وعلى الرغم من كل ذلك تمكنوا من الاعتناء بقطيع المؤمنين الموكل إلى رعايتهم، وقدموا إسهامهم في زمن التجدد الذي تعيشه الكنيسة بعد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. "لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟" إن هذه العبارة التي رددها الملاك للنسوة عند قبر المسيح يتردد صداها في أذهاننا اليوم وهي تشكل مصدر رجاء بالنسبة لنا. ختاما ذكّر قداسة البابا بأن الأخوة الكرادلة والأساقفة الذين رحلوا عن هذه الدنيا خلال السنة الماضية أحبتهم العذراء مريم وبادلوها حبَّها هذا بتفان وإخلاص. لذا إننا نوكل اليوم أرواحهم إلى شفاعتها الوالدية كيما تُدخلهم هي في ملكوت الآب ونحن نرفع الصلاة إلى الله يدفعنا الرجاء بأن نلتقي يوما ونتحد مع بعضنا البعض إلى الأبد في الفردوس.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.