2012-10-31 16:36:46

عيد جميع القديسين - الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في ذَلِكَ الزَّمان: لمَّا رأَى يَسوعُ الجُموع، صَعِدَ الجَبَلَ وَجَلَسَ، فدَنا إِلَيه تَلاميذُه،  فشَرَعَ يُعَلِّمُهم قال:"طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض. طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون. طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون. طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون. طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله. طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون. طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لكم، إِذا شَتَموكم واضْطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي، اِفَرحوا وابْتَهِجوا:  إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم. (متى 5، 1 – 12)

 

للتـأمل

تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار جميع القديسين وتدعونا الليتورجية "لنبتهج ونفرح بالرب" مع أجواق القديسين الذين ينعمون بالسعادة الأبدية. و بما أن عدد القديسين يفوق التسمية والتعداد وبما انه من غير الممكن إعلان قداسة كل مَن بلغ الملكوت، فلذلك تُعَيِّد الكنيسة اليوم جميع الذين سبقونا من هذه الحياة وينعمون بالسعادة الأبدية.

نقرأ في سفر الرؤيا: " وَتَوالَتِ الرُّؤيا، فَبَدا لِعَينَيَّ جَمْعٌ كَثيرٌ لا يُحصى، من كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ وشَعبٍ ولِسان، وكانوا قائمينَ أَمامَ العَرشِ وأَمامَ الحَمَل، لابِسينَ حُلَلاً بَيضاء، بِأَيديهم سَعَف" (رؤيا 7، 9). هؤلاء هم قديسو العهد القديم بدءا من هابيل مرورا بشهداء القرون المسيحية الأولى وصولا إلى شهود المسيح وقديسي عصرنا، فبالرغم من اختلاف الأزمنة التي عاشوا فيها، تجمعهم رغبة واحدة ألا وهي تجسيد واقع الإنجيل في التاريخ.

تدعونا ذكرى جميع القديسين لرفع أنظارنا نحو العلى، نحو البعد الإلهي، بعد الأبدية والقداسة، وللتأمل بملء الحياة الإلهية التي تنتظرنا.

تذكرنا الليتورجية اليوم، بأن القداسة هي دعوة كل معمد، فيسوع المسيح أحب الكنيسة وضحى بنفسه من أجلها ليقدسها، فكل منا مدعو للقداسة بحسب قول القديس بولس: "إن مشيئة الله إنما هي قداستكم" لذا وجب علينا ألاّ ننظر للكنيسة من الناحية الزمنية والإنسانية فقط بل كما أرادها المسيح "شراكة قديسين".

في قانون الإيمان، نحن "نعترف بكنيسة مقدسة"، فهي تستمد قداستها من كونها جسد يسوع المسيح، وأداة مشاركة في الأسرار ولاسيما بالافخارستيا وبعائلة القديسين الذين نُوكَل إلى حمايتهم منذ يوم عمادنا.

نحن اليوم نكرم جماعة القديسين الذين من خلال تعدد خبرات حياتهم، يرشدوننا عبر مسيرات قداسة متعددة، تتوحد بإتباع يسوع المسيح والتشبه به، فمع عمل النعمة وبالالتزام والمثابرة تصبح طبيعة حياة كل فرد منا طريقا جديدا للقداسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.