2012-10-21 15:06:57

البابا يترأس قداسا احتفاليا بمناسبة اليوم الإرسالي العالمي ويعلن خلاله قداسة سبعة طوباويين


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس بمشاركة عدد غفير من المؤمنين من مختلف أنحاء العالم، تزامنا والاحتفال أيضا باليوم الإرسالي العالمي، وقد أعلن خلاله قداسة سبعة طوباويين: الكاهنان جاك برتيو وجوفاني باتيستا بيامارتا، العلماني بدرو كالونغسود، الراهبتان ماريا ديل مونتي كارميلو وماريان كوب والعلمانيتان كاتري تيكاكويتا وأنا شافير. وقد ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها: " إنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (مر 10، 45)، مرة أخرى، تسمع الكنيسة اليوم كلمات يسوع هذه التي تحمل معنى رسالة المسيح على الأرض والتي طُبعت بتضحيته وبذل ذاته بالكامل. وأضاف،  شكّلت هذه الكلمات أيضا برنامج حياة الطوباويين السبعة الذين وبشجاعة عاشوا حياتهم بالتكرّس الكامل لله وبالخدمة السخية للإخوة. فالقداسة، في الكنيسة، تجد أساسها دائما في سرّ الفداء، الذي يصوره النبي أشعيا بالقول: عبد الرب هو البار الذي " يُبَرِّرُ كَثيرين، وهو يَحمِلُ آثامَهم" (أش 53، 11).

بعدها قدم الأب الأقدس لمحة عن حياة القديسين السبعة الجُدد وقال: ولد جاك برتيو عام 1838 في فرنسا. دخل الرهبنة اليسوعية، وكراع لا يكل،  كافح في جزيرة مدغشقر ضد الظلم وحمل العزاء والراحة للفقراء والمرضى. أصبح كُلاً للكُلّ، ينهل من الصلاة ومن محبة قلب يسوع القوة البشرية والكهنوتية وصولا إلى الاستشهاد عام 1896. فليساعد مثله الكثير من المسيحيين المضطهدين اليوم بسبب الإيمان.

ولد بدرو كالونغسود حوالي عام 1654 في منطقة فيساياس في الفيليبين. دفعه حبه للمسيح ليتحضر ليصبح أستاذا للتعليم المسيحي مع المرسلين اليسوعيين. عام 1668، رافق الأب دييغو لويس سان فيتوريس إلى جزر الماريانا لتبشير شعب الشامورو. وبالرغم من صعوبة الحياة والاضطهادات التي عانى منها المرسلين، أظهر بدرو أيمانا ومحبة عميقَين وتابع رسالته مقدما شهادة للمسيح من خلال حياة طهارة وتفان للإنجيل، واستُشهد في الثاني من نيسان أبريل عام 1672. فليُلهم مثال القديس بدرو كالونغسود وشهادته الشُجاعة، سكان الفيليبين في إعلان ملكوت الله.

بعدها تحدث الأب الأقدس مستعرضا حياة القديس جوفاني باتيستا بيامارتا وقال: هو كاهن من أبرشية بريشا الإيطالية ورسول كبير للمحبة والشباب. مدفوع بثقة ثابتة بالعناية الإلهية وبروح تضحية عميق، واجه الصعوبات وجاهد في تأسيس أعمال رسولية عديدة. أضاف البابا: يكمن سرّ حياته النشيطة في الساعات الطويلة التي كان يكرسها للصلاة لينهل القوة الروحية وينطلق لجذب قلوب الناس ولاسيما الشباب ليقودهم إلى مصدر الحياة بمبادرات راعوية متجددة ودائمة.

"أعطنا يارب حبك، فيك رجاؤنا" بهذه الكلمات، تابع الأب الأقدس يقول، تدعونا الليتورجية اليوم لنرفع هذا النشيد للرب الخالق ونقبل مشروعه في حياتنا، على مثال القديسة ماريا ديل مونتي كارميلو. وأضاف ولدت في فيك باسبانيا عام 1848. أسست عام 1892 رهبنة مرسلات التعليم المكرّسة لمريم العذراء سيدة الحبل بلا دنس، وتتابع رسالتها التربوية حتى يومنا في حمل الثمار الغزيرة بين الشباب من خلال التزام راهباتها السخي اللواتي على مثالها استسلمن بين يدي الرب القادر على كل شيء.

أما القديسة ماريان كوب فقد ولدت عام 1838 في هيبنهايم في ألمانيا. دخلت عام 1862 في الرهبنة الثالثة للقديس فرنسيس في سيراكيوز في نيويورك. قبلت الأم ماريان بكامل إرادتها الدعوة للاهتمام بمرضى البرص في هاواي، وفي زمن لم يكن من المستطاع القيام بالكثير للذين يعانون من هذا المرض الرهيب، أظهرت ماريان محبة سامية وشجاعةً وحماسا كبيرَين. أضاف الأب الأقدس: إنها مثال منير وقوي لأفضل التقاليد الكاثوليكية في رعاية المرضى بروح القديس فرنسيس.

تابع الأب الأقدس يقول: ولدت القديسة كاتري تيكاكويتا عام 1656 في نيويورك من أب من قبيلة الموهوك ومن أم مسيحية. نالت سرّ العماد وهي في ربيعها العشرين، والتحقت بإرسالية القديس فرنسيس كاسافاريوس بالقرب من مونتريال حيث عملت مخلصة لتقاليد شعبها حتى وفاتها ولها من العمر 24 عاما. وأضاف البابا في حياتها البسيطة عاشت كاتري أمينةً لحبها ليسوع، للصلاة وللقداس اليومي، فليساعدنا مثالها لنعيش بمحبة يسوع حيثما وجدنا.

ولدت القديسة أنّا شافير في مينديلشتيتين. أرادت الدخول في رهبنة رسولية، ولكونها من عائلة فقيرة عملت كخادمة لتأمين المهر لقبولها في الدير ولكنها تعرضت لحادث خطير سبب لها حروقا بالغة في ساقيها أجبرتها على ملازمة السرير طيلة حياتها. فأصبح سرير الألم منسكتها ومعاناتها خدمتها الرسولية. كانت أنّا تتعزى بالمناولة اليومية وأصبحت أداة شفاعة في الصلاة، وانعكاسا لمحبة الله لعديد من الأشخاص.

ختم الأب الأقدس عظته بالقول هؤلاء القديسون الجدد، المختلفون باللغة والوطن والحالة الاجتماعية، يتّحدون مع شعب الله في سرّ المسيح الخلاصي. فمعهم ومع آباء السينودس القادمين من جميع أنحاء العالم نجتمع نحن أيضا ونعلن للرب بكلمات المزمور بأنه "نُصرتُنا وترسنا" وندعوه "لتكن علينا يا رب رحمتُك، بحسب رجائِنا لك" (مز32، 20 – 22). فلتتمكن اليوم شهادة القديسين الجدد وحياتهم التي قدموها بسخاء لمحبة المسيح من محاكاة الكنيسة بأسرها ولتعززها شفاعتهم وتعضدها في رسالتها في إعلان الإنجيل للعالم بأسره.

وفي ختام الذبيحة الإلهية، وقبل صلاة التبشير الملائكي قال البابا لنوجه أنظارنا إلى سلطانة جميع القديسين، مريم العذراء ولنكل إلى حمايتها الوالدية المرسلين والمرسلات، الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين الذين ينشرون في جميع أنحاء العالم بذار الإنجيل الصالحة. وأضاف لنصلّي أيضا من أجل سينودس الأساقفة الذي يجتمع في هذه الأسابيع لدراسة تحديات البشارة الجديدة لنقل الإيمان المسيحي.








All the contents on this site are copyrighted ©.