2012-10-14 13:10:35

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قداسة البابا يتحدث عن الرجل الغني في الإنجيل


تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال الحبر الأعظم: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، يتمحور موضع إنجيل هذا الأحد حول الغنى. يؤكد لنا يسوع أنه يصعب جدا على الغني أن يلج ملكوت الله لكن هذا الأمر ليس مستحيلا. فبإمكان الله أن يستحوذ على قلب الإنسان الثري، صاحب الأملاك الكثيرة ويحثه على مقاسمة ما يملك مع المحتاجين والفقراء وأن يدخل في منطق العطاء. بهذه الطريقة يسير هذا الشخص على طريق يسوع المسيح، كما يقول القديس بولس إن المسيح كان غنيا وأصبح فقيرا من أجلنا لأنه شاء لنا أن نصبح أغناء بواسطة فقره. في الأناجيل تبدأ كل حادثة من خلال لقاء. فقد التقى يسوع بشخص كان صاحب أملاك وثروات طائلة. كان هذا الشاب يطبق وصايا الله منذ صغره لكنه لم يجد بعد السعادة والفرح الحقيقيين. ولهذا السبب يسأل يسوع كيف يسعه أن يرث الحياة الأبدية. يسعى هذا الشخص إلى بلوغ ملء الحياة، ككل البشر، لكنه كان معتادا على الاعتماد على ثرواته وكنوزه وكان يعتقد أنه يمكن شراء الحياة الأبدية من خلال اتّباع وصية معينة. شعر يسوع بالرغبة العميقة في قلب هذا الشاب الغني، ويقول الإنجيل إن يسوع نظر إليه نظرة مفعمة بالمحبة، نظرة الله. ويعي يسوع أيضا نقطة ضعف هذا الرجل، ألا وهي تعلقه بالخيرات والكنوز الأرضية، ولهذا السبب يقترح عليه أن يقدّم كل شيء للفقراء كي يكون كنزه وقلبه في السماء لا على هذه الأرض. ويقول له: تعال واتبعني. لكن هذا الشاب الغني، وعوضا عن قبوله دعوة المسيح بفرح، شاء أن يغادر حزينا لأنه عاجز عن الانفصال عن ثرواته وكنوزه، العاجزة عن إعطائه السعادة والحياة الأبدية. يتوجه يسوع بعدها لتلاميذه ويقول لهم، ولنا اليوم أيضا كم يصعب على أصحاب الثروات دخول ملكوت السماء. وقال يسوع: "لأَن يمر الجمل في ثقب الإبرة أيسر من أن يدخل الغني ملكوت الله". أراد أن يقول يسوع إن هذا الأمر مستحيل على البشر لكن لا على الله لأن كل شيء ممكن عند الله. يعلم هذا المثل الأغنياء بأنه ينبغي ألا يشعروا بأنه قد حُكم عليهم مسبقا. يجب ألا يحبوا الثروات بل أن يتعلموا كيف يستخدمون كنوزهم ليكتسبوا الحياة الأبدية. تاريخ الكنيسة مليء بمثال حياة أشخاص أغنياء تمكنوا من اتّباع الإنجيل ووصلوا إلى القداسة. نفكر بالقديس فرنسيس الأسيزي، القديسة إليزابيت المجرية والقديس كارلو بوروميو. ولتساعدنا مريم العذراء كرسي الحكمة على أن نقبل دعوة يسوع لندخل ملء الحياة. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، تم يوم أمس في براغ إعلان طوباوية فدريكو باشتاين وثلاثة عشر من رفاقه من رهبنة الأخوة الفرنسيسكان الأصاغر الذين قُتلوا في العام 1611 بسبب إيمانهم. إنهم أول أشخاص يُعلنون طوباويين في سنة الإيمان هذه، ويذكروننا بان الإيمان بالمسيح يعني أن نكون مستعدين لنتألم معه ومن أجله. في ختام كلمته وجه الأب الأقدس تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم وتمنى للجميع أحدا سعيدا

 








All the contents on this site are copyrighted ©.