2012-10-10 14:32:49

أعمال الجمعية العامة العادية الـ13 لسينودس الأساقفة: لمحة عن بعض مداخلات يوم الثلاثاء


تتواصل في الفاتيكان أعمال الجمعية العامة العادية الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة. وقد تخللت جلسة يوم أمس الثلاثاء مداخلات لبعض المشاركين في أعمال السينودوس من بينهم المطران سالفاتوريه فيزيكيلا رئيس أساقفة فوغنسا شرفا ورئيس المجلس الحبري لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل الذي شدد على أن إعلان البشرى في عالم اليوم هو بمثابة مشروع رعوي تلتزم فيه الكنيسة على مدى العقود المقبلة، لافتا إلى أهمية أن تكون الكرازة الجديدة بالإنجيل ركيزة لرسالة الكنيسة، مع الأخذ في عين الاعتبار ضرورة تخطي الانقسامات مع الحفاظ على الغنى الناتج عن تنوع التقاليد الكنيسة والثقافية. وتابع يقول يجب أن نتمكن من إعلان الحداثة التي يمثلها يسوع المسيح والكنيسة في حياة الأشخاص خصوصا وأن رجال ونساء زماننا الحاضر لا يشعرون بأن غياب الله يشكل نقصا في حياتهم الخاصة. إن إعلان الإنجيل يبدل حياة الأشخاص لكن إنسان اليوم يبدو متمسكا بحياته التي يشعر بأنه سيدها لأنه هو من يقرر من سيولد، ومن يموت. وختم يقول إن ما نحتاج إليه اليوم هو تحليل واضح ومعمق، لا يخفي الصعوبات المطروحة أمامنا، مع الأخذ في عين الاعتبار الحماسة التي رافقت الخبرات التي سمحت خلال السنوات الماضية بإطلاق عملية الكرازة الجديدة بالإنجيل.

وكانت بعدها مداخلة للكاردينال زينون غروكوليفسكي عميد مجمع التربية الكاثوليكية الذي أكد أن الكنيسة الكاثوليكية تقوم بنشاطها التعليمي مستخدمة السلطة التي أعطاها إياه يسوع المسيح، وتفعل ذلك بعون الروح القدس. وأشار نيافته إلى أن الأنانية والكبرياء اللذين يطغيان على قلب الإنسان يقفان عائقا أمام نشاط بعض رعاة الكنيسة الذين يعتنون بأنفسهم عوضا عن الاعتناء بقطيع المؤمنين الموكل إلى رعايتهم، كما قال القديس أغسطينس. وهذا الأمر ينعكس سلبا على نشاط الكرازة الجديدة بالإنجيل وعلى نمو الكنيسة. وهذا يدفع كل واحد منا إلى إجراء فحص ضمير وتعلّم التواضع والمحبة الحقيقية.

هذا ثم تلت هذه الكلمة مداخلة للكاردينال غيرهارد لودفيك مولر، رئيس أساقفة ريغنسبورغ الفخري وعميد مجمع عقيدة الإيمان الذي قال إن عالمنا اليوم الذي يشهد تحولات كثيرة جدا يفتقر إلى الحداثة لأنه أسير الفكر الضعيف، ويبحث باستمرار عما يرضيه. واعتبر نيافته أن الكرازة الجديدة تتطلب تخطي بعض النقاشات داخل الكنيسة وإعادة اقتراح الإيمان المسيحي على الجميع. واعتبر أن البشارة بالإنجيل تعطي ثمارها المرجوة فقط عندما ترتكز إلى الوحدة بين الأساقفة وعلاقة الشركة فيما بينهم من جهة ومع خليفة بطرس من جهة ثانية، وهذا الأمر يتطلب إيقاظ الإيمان في القلوب، كي نتجدد وبهذه الطريقة فقط نصبح مبشرين بالإنجيل.

وتخللت الأعمال أيضا مداخلة لبطريرك كيليكيا للأرمن نيرسيس بدروس التاسع عشر الذي اعتبر أن الإيمان يشكل محور الحياة المسيحية، ولفت إلى أن الشعب الأرمني يشكل جزءا من الشعوب ذات التقاليد المسيحية العريقة، مشيرا إلى أن القديس غريغريوس أطلق عليه لقب "المنوِّر" لأنه حمل نور بشارة الإنجيل إلى الأرمن ما حملهم على اعتناق المسيحية رسميا في العام 301. وذكّر غبطته المشاركين في السينودوس بأن الكنيسة الأرمنية أعطت الكنيسة الجامعة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر لاهوتيين كبارا شأن القديس غرغوريوس ناريك وغيره، الذين أغنوا بكتاباتهم الأدب الديني الأرمني. لم تخل كلمة البطريرك نيرسيس بيدروس من الإشارة إلى ما تعرض له الأرمن من مجازر على يد الإمبراطورية العثمانية في العام 1915، وقتل في عمليات الإبادة تلك مليون ونصف مليون أرمني من بينهم رئيس أساقفة ماردين أغناطيوس مالويان. وأكد أن الله لم يتخلى عن الشعب الأرمني في تلك المحن الصعبة، ولن يتركه اليوم. وختم قائلا إن هذا السينودس يحثنا على مضاعفة الجهود لإيجاد سبل جديدة ومقنعة لإعادة إحياء الإيمان في قلوب المؤمنين ولنجذب إلينا غير المعمدين من خلال مثال حياتنا وإعلان كلمة الله.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.