في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يقول إن اتباع الله يتطلب من الإنسان ارتدادا عميقا

تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في باحة القصر الرسولي الصيفي بكاستل غندولفو. قال البابا: في إنجيل الأسبوع الماضي نظرنا إلى رحلة يسوع الأخيرة إلى أورشليم وإلى ذروة رسالته. وبعد أن عبر القديس بطرس عن إيمانه بيسوع المسيح بدأ الرب يتكلم صراحة عما سيحصل له. وهذا ما أشار إليه القديس مرقس الإنجيلي في الفصول الثامن، التاسع والعاشر. فقد أعلن يسوع بطريقة واضحة جدا عن المصير الذي ينتظره. في إنجيل هذا الأحد يقول يسوع "إن ابن الإنسان سيُسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة أيام يقوم". لكن التلاميذ "لم يفهموا هذا الكلام وخافوا أن يسألوه" (مرقس 9، 31). إن هذا المقطع من الإنجيل يعكس التباعد الكبير والهوة الشاسعة بين يسوع والتلاميذ. وبعد أن أعلن يسوع مرة أولى عن آلامه وموته حاول بطرس أن يعترض على ما قاله. وفي المرة الثانية راح التلاميذ يتساءلون من هو الأكبر فيهم. وبعد الإعلان الثالث طلب يعقوب ويوحنا إلى الرب أن يجلسا عن يمينه ويساره عندما سيدخل في مجده. وثمة إشارات كثيرة تعكس هذه الهوة إذ لم يتمكن التلاميذ من شفاء فتى مصاب بالصرع، فيما فعل ذلك يسوع من خلال الصلاة. هذا كله يذكّرنا بأن منطق الله مغاير لمنطق البشر. ولهذا السبب إن اتباع الله يتطلب ارتدادا عميقا من جانب الإنسان، يتطلب تبدلا جذريا في طريقة التفكير والعيش، يتطلب انفتاح القلب على الإصغاء، كي تنيرنا كلمة الله وتبدلنا من الداخل. وختم البابا كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يقول: إن الاختلاف الأساسي بين الله والإنسان هو الكبرياء. فالله لا يعرف الكبرياء وهو شعور متجذر لدينا نحن البشر. إننا صغار ونسعى لأن نكون كبارا وأوَّلين، فيما الله لم يتردد في أن يصبح واحدا من الآخِرين. وفي تحيته إلى وفود الحجاج الناطقين باللغة الفرنسية بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي عبر البابا عن شكره العميق لجميع الأشخاص الذين رافقوه بالصلاة خلال زيارته الرسولية إلى لبنان، والموجهة إلى منطقة الشرق الأوسط كلها. وقال: تابعوا الصلاة من أجل مسيحيي الشرق الأوسط، من أجل السلام والحوار بين الأديان. هذا ثم وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للجميع أحدا سعيدا.