2012-09-22 15:23:26

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


ومَضَوا مِن هُناكَ فمَرُّوا بِالجَليل، ولَم يُرِدْ أَن يَعلَمَ بِه أَحَد، لأَنَّه كانَ يُعَلِّمُ تَلاميذَه فيَقولُ لَهم: "إِنَّ ابنَ الإِنسانِ سيُسلَمُ إِلى أَيدي النَّاس، فيَقتُلونَه وبَعدَ قَتْلِه بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقوم". فلَم يَفهَموا هذا الكلام، وخافوا أَن يَسألوه.

وجاؤوا إِلى كَفَرناحوم. فلَمَّا دخَلَ البَيتَ سأَلَهم: "فيمَ كُنتُم تَتَجادَلونَ في الطَّريق ؟" فظَلُّوا صامِتين، لأَنَّهم كانوا في الطَّريقِ يَتَجادَلونَ فيمَن هُو الأَكبَر. فجَلَسَ ودَعا الاثَنيْ عَشَرَ وقالَ لَهم:"مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم". ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ طِفْلٍ فأَقامَه بَينَهم وضَمَّه إِلى صَدرِه وقالَ لَهم: "مَن قَبِلَ واحِداً مِن أَمْثالِ هؤُلاءِ الأَطْفالِ إِكراماً لإسمِي فقَد قَبِلَني أَنا ومَن قَبِلَني فلم يَقبَلْني أَنا، بلِ الَّذي أَرسَلَني". (مرقس 9، 30- 37)

 

للتـأمل

في هذا الأحد الخامس والعشرين من زمن السنة تضع الكنيسة بين يدينا إنجيل القديس مرقس الذي يحدثنا فيه عن الإعلان الثاني لآلام وموت وقيامة المسيح بحسب نبوءة أشعيا:" إِنَّ ابنَ الإِنسانِ سيُسلَمُ إِلى أَيدي النَّاس، فيَقتُلونَه وبَعدَ قَتْلِه بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقوم". لكن الرسل لم يفهموا هذا الكلام وخافوا أن يسألوه.

لم يفهموا كيف يمكن للمسيح أن يُسلَم ويُقتل، لأنهم كانوا ينتظرون مسيحا ملكا ومخلصا يحررهم من الظلم وينصرهم، فكانوا غير قادرين على فهم مسيح يكون آخِر القوم وخادمهم، وفيما كان هو يعلن لهم عن مصيره كانوا يَتَجادَلونَ فيما بينهم فيمَن هُو الأَكبَر...

فجَلَسَ يسوع ودَعا الاثَنيْ عَشَرَ وقالَ لَهم:"مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم". يدعونا يسوع لقلب المقاييس، فالسلطان الذي يدعونا إليه ليس سلطان الترقي والسيطرة بحسب منطق البشر وإنما التنازل والخدمة بالتشبه به ولذا أَخَذَ بِيَدِ طِفْلٍ فأَقامَه بَينَهم وضَمَّه إِلى صَدرِه وقالَ لَهم: "مَن قَبِلَ واحِداً مِن أَمْثالِ هؤُلاءِ الأَطْفالِ إِكراماً لإسمِي فقَد قَبِلَني أَنا ومَن قَبِلَني فلم يَقبَلْني أَنا، بلِ الَّذي أَرسَلَني".

فلتكن هذه صلاتنا المتواضعة اليوم "أيها الله الآب، أنت الذي تدعو الآخرين ليصبحوا أولين، وتجعل من الطفل مقياسا لدخول الملكوت، أعطنا الحكمة لكيما نفهم بقبولنا لكلمة ابنك أن الكبير في ملكوتك هو الذي يخدم. آمين"








All the contents on this site are copyrighted ©.