2012-09-18 13:16:51

مداخلة المطران تومازي أمام المشاركين في أعمال الدورة الواحدة والعشرين للمجلس الأممي لحقوق الإنسان حول الوضع في سورية


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف، سيلفانو تومازي مداخلة أمس الاثنين أمام المشاركين في أعمال الدورة الواحدة والعشرين للمجلس الأممي لحقوق الإنسان حول الوضع في سورية. أشار تومازي إلى أن التقارير الواردة من البلد العربي تتحدث عن سقوط حوالي ثلاثين ألف قتيل منذ بداية الانتفاضة السورية في آذار مارس من العام الماضي، فيما وصل عدد المهجرين إلى ربع مليون شخص، ناهيك عن مليون ونصف مليون من المهجرين داخليا. وسطر ضرورة أن تسعى الهيئة الأممية إلى تعزيز حقوق الإنسان وتطبيق القانون الإنساني. وأكد المطران تومازي أن الكرسي الرسولي يتابع باهتمام وقلق بالغين تدهور الأوضاع في سورية، خصوصا وأن الصراع يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها. وقد عبر الكرسي الرسولي عن رفضه العنف من أي جهة أتى، وأسفه لسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا. وأكد سيلفانو تومازي أن البابا بندكتس السادس عشر الذي زار المنطقة كحاج سلام شجب اللجوء إلى العنف، ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن السلام المستقر في الشرق الأوسط يعود بالفائدة على العالم كله. وحث تومازي أيضا الجماعة الدولية على التخلي عن مصالحها الأنانية ودعم العملية السياسية في سورية والشرق الأوسط الهادفة إلى وضع حد للعنف، وأشار أيضا إلى ضرورة توفير المساعدة الإنسانية لجميع المهجرين، ضحايا القصف والتدمير العشوائي، لاسيما الأطفال منهم، وذكّر أيضا الصحفيين بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في هذا الإطار. وأكد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أن موجة الاحتجاجات، التي اتسمت بطابعها السلمي، وميزت ما يُعرف باسم الربيع العربي نبعت من الرغبة العميقة في مزيد من الحرية وفرص العمل والمشاركة في الحياة العامة. واعتبر المطران تومازي أن قمع هذه التطلعات من خلال السعي إلى السلطة تترتب عليه أضرار جسمية ويؤدي إلى تفويت فرصة تاريخية لتحقيق النمو والتقدم. وختم المسؤول الفاتيكاني مداخلته قائلا: إن شعب سورية والشرق الأوسط يحتاج إلى الدعم في وقت الحاجة. إن تعزيز حقوق الإنسان كلها يشكل إستراتيجية لا مفر منها لنجاح النضال في سبيل السلام والتعايش الأخوي في المجتمع.

 

الكاهن اليسوعي باولو دالوليو يتحدث عن الوضع في سورية

اعتبر مؤسس رهبنة دير مار موسى بسورية الأب اليسوعي باولو دالّوليو أن موقف الكنيسة في البلاد شهد تطوراً هاماً خلال مسار الأحداث التي تشهدها البلاد منذ عام ونصف، مشيراً إلى أهمية العمل الذي يقوم به المسيحيون ميدانياً في مجال مساعدة مواطنيهم الذين تعرضوا للتهجير أو الإصابة جراء العمليات العسكرية في أكثر من منطقة في البلاد. وأشار الأب دالّوليو في حديث لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء إلى أن المسيحيين يقدمون المساعدات الطبية والإغاثة للأشخاص الذين تعرضت قراهم ومدنهم للتدمير وتضررت مصالحهم جراء الصراع. وردا على سؤال عن سبب عدم استمرار سلمية الحراك الشعبي ولجوء فئة هامة من المعارضين إلى حمل السلاح، عبر الكاهن اليسوعي عن قناعته بأن العنف الشديد وضع الناس في مأزق وأجبرهم على التوجه إلى السلاح دفاعاً عن أنفسهم وعائلاتهم وأرزاقهم. وأكد أيضا أنه "جاء الأفراد التابعين للقاعدة إلى سورية يحملون أجندتهم الخاصة، وهي بعيدة كل البعد عن الديمقراطية، ولا علاقة لها بالحراك السوري". تجدر الإشارة إلى أن الأب دالّوليو طُرد قبل عدة أشهر من قبل السلطات الرسمية في سورية بسبب تبنيه الصريح لمواقف الثوار. وجاء قرار دمشق ليضع حداً لإقامة دامت ثلاثين عاماً في سورية، كرسها الكاهن الإيطالي لخدمة المصالحة الوطنية والوفاق في هذا البلد.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.