2012-09-12 15:40:08

في مقابلته العامة مع المؤمنين قداسة البابا بندكتس السادس عشر يتحدث عن زيارته للبنان ويحث مسيحيي الشرق الأوسط على أن يكونوا بناة سلام وفاعلي مصالحة 


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان وتطرق في تعليمه الأسبوعي إلى القسم الثاني من كتاب الرؤيا، بعد أن كان قد تناول القسم الأول في مقابلته العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء الماضي. قال البابا إن الصلاة في القسم الثاني من هذا الكتاب للقديس يوحنا تنفتح على العالم، وتبدو الجماعة فرحة لانتمائها للسيد المسيح، وبفضل الصلاة إنها مدعوة إلى قراءة أحداث الحياة بأعين الإيمان المسيحي، وإلى التعاون من أجل تعزيز ملكوت الله، والتصدي لأعمال الشر الموجهة ضد من يقبلون العهد مع الله. تابع البابا يقول: إزاء المشاكل التي يسببها الإنسان وتلك التي يتعرض لها على الكنيسة ألا تستلم قط لليأس والتشاؤم، ينبغي ألا تفقد الرجاء، لأن قوة الله دخلت في تاريخ الكنيسة. إن كتاب الرؤيا يحثنا على الانتصار على الشر بواسطة الخير، ويكشف لنا عن المعنى العميق للمخطط الإلهي. والصلاة تعلمنا مشاهدة حضور الله ورؤية ما يصنعه الخالق، كي نكون نورا يشع خيرا، وكي ننصاع لمشيئة الله. ختم البابا مقابلته العامة يقول: على الرغم من كونها محدودة فإن صلواتنا كلَّها تصل إلى قلب الله العطوف والرحوم، الذي يتدخل ويقلب تصرف الشرير رأسا على عقب. فالصلاة هي الرد الأول والأكثر فعالية على شعورنا بعدم قدرتنا على مواجهة الشر، لأن قوة الله تجعل ضعفنا خصبا.

في أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين أطلق البابا نداء باللغة الفرنسية تحدث فيه عن زيارته إلى لبنان قال: أيُّها الحجّاجُ، بعد يومَين في مثل هذه الساعة، سأكون مُحلّقاً باتجاه لبنان. تُفرِحُني جدّاً هذه الزيارة الرسوليّة. ستُتيحُ لي الالتقاءَ بعديدٍ مِنْ مُكَوِّناتِ المُجتمعِ اللبناني: مسؤولين سياسيّين ودينيّين، مؤمنين كاثوليك من مختلف الطوائف، مسيحيّين آخرين، مسلمين ودروز مِنْ تِلكِ المنطقة. أشكُرُ الربَّ على هذا الغِنَى الذي لا يُمكِنُهُ أنْ يستمرَّ إلاَّ إذا عاشَ في السلامِ والمصالحةِ الدائِمَة. لهذا السبب أَحُثُّ كُلَّ مسيحييِّ الشّرقِ الأوسط، أَكانوا من شعوبِ المنطقة أو مِنَ الواصِلين الجُدُدِ، ليكونوا بُنَاةَ سلامٍ وفاعلي مصالحة. لِنَطْلُبْ مِنَ اللهِ أَنْ يُقَوّيَ إيمانَ مسيحييِّ لبنانَ والشَّرقِ الأوسط، وليملأَهُم بالرجاءِ. أشكُرُ اللهَ على وجودِهِم وأُشجِّعُ الكنيسةَ بِأَسْرِها على التعاونِ لكي يتمكَّنُوا من الاستمرارِ في الشهادةِ للمسيحِ في تلك الأراضي المبارَكَةِ عَبْرَ البَحْثِ عن الشَّرِكَةِ في الوَحْدَةِ. أَشْكُرُ اللهَ على كُلِّ الأشخاصِ وعلى كُلِّ المؤسساتِ التي، بأشكالٍ متعدَّدةٍ، تُساعِدُهُم في هذا الاتّجاه. تاريخُ الشّرقِ الأوسَط يُعَلِّمُنا الدَوْرَ المُهِمَّ وغالباً الأوَّلِيّ الذي تَلعَبُهُ الجماعاتُ المسيحيّةُ المُختلفةُ في الحوارِ بين الأديانِ وبينَ الثقافاتِ. لِنَطْلُبْ مِنَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَ تِلكَ المنطقةِ مِنَ العالمِ السلامَ المرغوبَ جدّاً، ضِمْنَ احترامِ الاختلافاتِ المَشرُوعَةِ. ليُبَارِك اللهُ لبنانَ والشّرق الأوسط! ليبارككم اللهُ جميعاً.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.