2012-09-03 11:15:17

البطريرك الماروني يدعو للمشاركة بروح سلام في استقبال قداسة البابا في لبنان


في عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان ـ شمال لبنان، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إن لبنان، دولة وكنيسة وشعبا يستعدّ لاستقبال البابا بندكتس السادس عشر، الذي سيزور لبنان بعد أقل من أسبوعين. وزيارته تحمل شعارا هو كلمة الربّ يسوع: "السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم"(يو14: 27)، قالها بمثابة وداع، قُبَيل آلامه وموته. كتب الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان" الذي وقعه بحضور الشبيبة اللبنانية في بازيليك سيدة لبنان حريصا، في 10 أيار 1997: "على المسيحيين، لأنهم تقبلوا من المسيح، أمير السلام، هبة سلامه التي تبدّلهم في داخلهم، أن يكونوا أوّل شهود للسلام وفي مقدمة صانعيه. إن إنجيل السلام، الذي تسلمه المسيحيون دعوة مستمرة إلى الغفران والمصالحة، وممارسة الأخوة الإنسانية النابعة من مقتضيات الخلق والفداء. وحيثما يتجاهل الناس ما بينهم من أخوّة ينهار السلام من أساسه" (الفقرة 97). إننا ندعو جميع اللبنانيين للمشاركة، بروح سلام المسيح، في استقبال قداسة البابا، وفي الاحتفالات المقررة، وللتواجد في الشوارع الرئيسية التي يمرّ فيها.

وأضاف البطريرك الماروني يقول: إنّ الشعب اللبناني الذي تجاوز جراح الحروب والعنف والتهجير التي توالت منذ سنة 1975، يريد أن يعيش بأخوة وسلام. هذا ما لمسناه واختبرناه ورأيناه في زياراتنا الراعوية في كل المناطق اللبنانية. إن شعبنا اللبناني يرفض الظاهرة الجديدة للعنف والاعتداءات، والقتل والخطف والسبي والسرقات، وقطع الطرق، التي يتحدّث عنها الإعلام كل يوم. ويرفض رفضا تاما جعل لبنان ساحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية، واستغلال هذا الفريق أو ذاك بمدّه بالسلاح والمال وتغطيته سياسيا، بغية نقل حالة الفوضى والفتنة الجارية في الربوع العربية ولا سيما في سوريا، إلى لبنان، لمآرب شخصية وفئوية رخيصة، وعلى حساب لبنان وشعبه وكيانه.

إن الشعب اللبناني يريد مصالحة وطنية بين الأفرقاء السياسيين تهدف إلى تركيز دولة القانون وحقوق المواطن، دولة المؤسسات الدستورية. ويجاهر هذا الشعب بأن الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية والعسكرية الأخرى تضمن وحدها حماية المواطنين، وتضع حدا للفلتان الأمني وتفشي السلاح، وخلق بقع أمنية ومناطق عازلة خارجة عن سلطة الدولة. ويطالب الأطراف السياسية برفع يدهم عن حماية كل هذه التجاوزات والشواذات، لمصالحهم ومآربهم. إنّنا بكلمات الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" "نحث جميع المسيحيين وذوي الإرادات الطيبة على تقلد سلاح السلام والعدالة، وتربية الضمائر على السلام والمصالحة والوفاق بين جميع مكونات الأمة اللبنانية، على أساس الحوار الأخوي. ومعلوم أن القيام بمبادرة سلام غالبا ما يحمل الخصم على التجاوب بإيجاب وباليد الممدودة. فالسلام، الذي هو الخير الأسمى، يميل من طبعه إلى الإنتشار"(فقرة 98).

وإننا نناشد بإخلاص الإخوة في سوريا، نظاما ومعارضة، الإرتفاع إلى سمو مبادرة السلام العادل والشامل، والمصالحة المخلصة، وإلى وضع حد لجرائم القتل والتهجير والدمار، وهي جرائم ضد الله والإنسانية. ونناشد القوى والدول المعنية أن تكف عن مدّ المتقاتلين، أكان من جانب السلطة أم من جانب المعارضة، بالسلاح والمال، لأنهم بذلك يشاركون في هذه الجرائم القبيحة، التي تشكل وصمة عار في جبين الاسرة العربية وتاريخ المنطقة.








All the contents on this site are copyrighted ©.