رسالة البابا للمشاركين في الجمعية العامة للمنتدى الدولي لحركة العمل الكاثوليكي

وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة للمشاركين في أعمال الجمعية العامة السادسة للمنتدى الدولي لحركة العمل الكاثوليكي المنعقدة في مدينة ياشي الرومانية من الثاني والعشرين وحتى السادس والعشرين من الجاري، وسلط الضوء على أهمية الموضوع المختار للمؤمنين العلمانيين، ويتمحور حول المسؤولية الكنسية والاجتماعية المشتركة، وقال البابا إنه يرتبط بسنة الإيمان وسينودس الأساقفة القادم حول البشارة الجديدة، وأشار لأهمية تنشئة مؤمنين علمانيين قادرين على تقديم إسهامهم الخاص في الرسالة الكنسية في احترام مهام كل فرد في حياة الكنيسة، وفي اتحاد دائم مع الأساقفة، وبهذا الصدد ذكّر بندكتس السادس عشر بما جاء في الدستور العقائدي في الكنيسة "فهكذا يتقوى العلمانيون في تحسس مسؤوليتهم الذاتية وتتغذى غيرتهم وتتضافر بأكثر سهولة جهود الرعاة والعلمانيين على العمل. وهكذا بمساعدة العلمانيين وخبرتهم يتوصل الرعاة إلى أن يحكموا بتمييز أقوى وبصواب أشدّ في الأمور الروحية والدنيوية على السواء. فتتوصل الكنيسة جمعاء، مدعومة بكل أعضائها، إلى أن تتمم بأكثر فاعلية رسالتها لأجل حياة العالم". وشدد البابا بالتالي على أهمية عيش روح الشركة العميقة هذه في الكنيسة التي طبعت بداية الجماعة المسيحية كما جاء في أعمال الرسل "وكان جماعة المؤمنين قلبا واحدا ونفسا واحدة"، وأشار إلى أهمية الالتزام والعمل من أجل رسالة الكنيسة وذلك من خلال الصلاة والدراسة والمشاركة الفعالة في الحياة الكنسية، مع نظرة متنبهة وإيجابية للعالم، وذكّر في رسالته بدعوتهم الهامة كمؤمنين علمانيين ليكونوا شهودا شجعانا في كل بيئات المجتمع، كي يكون الإنجيل نورا يحمل رجاء في الأوضاع الصعبة التي يواجهها غالبا أناس اليوم في مسيرة حياتهم. كما وشجع البابا على إعلان الإنجيل، ودعا الجميع إلى مواصلة خدمة الكنيسة بسخاء وشدد على أهمية العمل من أجل "عولمة التضامن والمحبة". وأشار بندكتس السادس عشر في رسالته إلى التاريخ الطويل لحركة العمل الكاثوليكي، وقال إنهم مدعوون اليوم أيضا لتجديد التزام السير على درب القداسة، من خلال حياة الصلاة المستنيرة باللقاء مع المسيح وإتباعه بلا خوف. كما وشجع البابا الجميع على المشاركة في الحياة الاجتماعية، الثقافية والسياسية واضعين نصب أعينهم الخير المشترك، وختم رسالته للمشاركين في الجمعية العامة للمنتدى الدولي لحركة العمل الكاثوليكي المنعقدة في مدينة ياشي برومانيا، مانحا الكل بركته الرسولية.