2012-08-17 16:25:25

رئيس مجلس أساقفة بولندا الكاثوليك وبطريرك موسكو وسائر روسيا يوقعان وثيقة بعنوان "الرسالة المشتركة إلى شعبي روسيا وبولندا"


قام اليوم رئيس مجلس أساقفة بولندا المطران جوزف ميكاليك وبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل بالتوقيع على وثيقة بعنوان "الرسالة المشتركة إلى شعبي روسيا وبولندا". تم هذا الحدث الهام الذي يعزز التقارب بين الكنيستين في وارصو، خلال زيارة البطريرك كيريل الأولى إلى بولندا. تشدد الوثيقة على أهمية الغفران والمصالحة والحوار من أجل تضميد جراح الماضي، والسير في طريق التجدد الروحي والمادي. ذكرت الوثيقة المشتركة بالعلاقات الوطيدة التي تربط الشعبين الروسي والبولندي، والهوية المسيحية الشرقية والغربية التي أثرت على هويتي البلدين وثقافتهما، وأشارت إلى أن الخطيئة والضعف البشري والأنانية والضغوط السياسية كلها عوامل تغذي العدائية والصراع بين الأمتين. وأكدت الكنيستان أن الانقسامات والانشقاقات تتعارض مع رغبة المسيح، وتشكل فضيحة كبيرة. ومن هذا المنطلق لا بد من إطلاق جهود جديدة ترمي إلى تحقيق التقارب بين الكنيستين، وهو تجدد بالغ الأهمية خصوصا في أعقاب الحرب العالمية الثانية والحقبة الملحدة التي تلتها. أشارت الوثيقة المشتركة إلى أن الحوار الأخوي يقود إلى مصالحة حقيقية وهذا الأمر يتطلب المغفرة عن الأخطاء المرتكبة وحالات الظلم. مع أن الغفران لا يعني النسيان، لأن الذاكرة هي جزء أساسي من هوية الشعبين، وهو أمر واجب تجاه أشخاص كثيرين ماتوا بدافع إيمانهم بالله أو أمانتهم للوطن. إن الغفران ـ تابعت الوثيقة تقول ـ يعني التخلي عن الانتقام ومشاعر الحقد والضغينة من أجل بناء مستقبل سلام. إن قراءة التاريخ تساعد الشعبين على معرفة الحقيقة كاملة. إن الحرب والتوتاليتارية أسفرتا عن مقتل ملايين الأشخاص الأبرياء، وهذا ما تشهد عليه الأماكن التي تمت فيها إبادة هؤلاء ودفنهم على الأراضي الروسية والبولندية. تضمنت الوثيقة أيضا إشارة إلى التحديات المطروحة في عالم اليوم إزاء التبدلات الاجتماعية والسياسية الراهنة. وعبر الطرفان عن التزامهما في الحفاظ على القيم الأساسية التي من دونها لا يوجد مستقبل سلام دائم. كما شددت الوثيقة على ضرورة تعزيز التسامح والدفاع عن الحقوق الأساسية، وفي طليعتها الحق في الحرية الدينية وحق حضور الدين في الحياة العامة، ونددت بالممارسات الهادفة إلى تشريع الإجهاض والموت الرحيم وهما خطيئتان في غاية الخطورة تنالان من الحياة البشرية وتلحقان العار بالحضارة المعاصرة. ولم تخل الوثيقة من شجب الزواج بين مثليي الجنس، والمحاولات الآيلة إلى إزالة الرموز الدينية من الأماكن العامة، كما سطرت ضرورة احترام ومساعدة العائلة المرتكزة إلى الزواج بين الرجل والمرأة، لكونها مهد الحياة، وضامنا للاستقرار الاجتماعي وعلامة رجاء للمجتمع.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.