2012-08-15 12:37:05

البابا يترأس القداس الإلهي في رعية القديس تومازو دا فيلانوفا بكاستيل غندولفو لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء


ترأس البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء القداس الإلهي في رعية القديس تومازو دا فيلانوفا بكاستيل غندولفو لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للبابا استهلها متحدثا عن هذه العقيدة التي أعلنها سلفه البابا بيوس الثاني عشر في الأول من تشرين الثاني نوفمبر 1950، لافتا إلى أن هذه الحقيقة الإيمانية كانت معلومة لدى التقليد الكنسي، وأكدها آباء الكنيسة، وتشكل ناحية هامة جدا لتكريم أم المسيح. وتابع البابا قائلا: في الإنجيل الذي استمعنا إليها للتو تقول مريم عن نفسها كلمات نبوية تقود في هذا الاتجاه: "سوف تهنّئني بعد اليوم جميع الأجيال" (لوقا 1، 48). إن كلمات مريم هذه تقول إن من واجب الكنيسة أن تتذكر عظمة هذه المرأة في الإيمان، هذا العيد إذا يشكل دعوة لتمجيد الله، والنظر إلى عظمة العذراء مريم. بعدها عاد البابا إلى إنجيل القديس لوقا لافتا إلى كلمات أليصابات التي قالت "طوبى لمن آمنت" (لوقا 1، 45). أضاف الحبر الأعظم يقول: إن نشيد "تعظم نفسي الرب"، إنما هو نشيد موجه لله الحي والعامل في التاريخ، إنه نشيد إيمان ومحبة ينبع من قلب العذراء. لقد عاشت مريم بأمانة مثالية، وحفظت في صميم قلبها كلمة الله إلى شعبه والوعود التي قطعها لإبراهيم وإسحق ويعقوب وجعلتها جزءا من صلاتها: كلمة الله كانت في نشيد "تعظم نفسي الرب" فأصبحت كلمة مريم، نورا لسبيلها، وجعلتها مستعدة لتقبل في أحشائها كلمة الله المتجسد. لكننا نتساءل الآن: ماذا يقدم انتقال السيدة العذراء لمسيرتنا ولحياتنا؟ أجاب بندكتس السادس عشر قائلا: في انتقال العذراء إلى السماء نرى أن هناك فسحة للإنسان عند الله، الله نفسه هو بيت "المنازل الكثيرة" التي تحدث عنها يسوع، الله هو بيت الإنسان. إن مريم التي اتحدت مع الله، لم تبتعد عنا، لم تنتقل إلى مجرة مجهولة، ذهبت إلى الله، اقتربت منا لأن الله قريب منا، اتحدت مع الله، تشارك في حضوره، إنها قريبة جدا من كل واحد منا ... إنها قادرة على الإصغاء إلينا، على مساعدتنا، وقلبها واسع كقلب الله. تابع البابا عظته خلال القداس الإلهي يقول: إن حضور الله فينا مهم جدا كي ينير العالم في حزنه، في مشاكله، وهذا الحضور يتحقق من خلال الإيمان: فبالإيمان نفتح أبواب كياننا ليدخل الله إلى أعماقنا، فيصبح القوة التي تعطي الحياة لكياننا وتوجه مسيرتنا. ولنقل على غرار مريم "لتكن مشيئتك، أنا أمة الرب". انفتاحنا على الله لا يفقدنا شيئا بل على العكس تصبح حياتنا غنية وعظيمة. ختم الحبر الأعظم عظته بالقول: مريم هي فجر الكنيسة وتألقها الظافر، إنها عزاء ورجاء الشعب الذي يواصل مسيرته. فلنتوكل على شفاعتها الوالدية، كي تساعدنا على عيش الزمن الذي يمنحنا إياه الله برجاء، رجاء مسيحي لا يكون مجرد توق إلى السماء، بل رغبة حية وفاعلة نحو الله تجعلنا حجاجا لا نكل، وتغذي فينا شجاعة وقوة الإيمان، اللتين هما في الوقت نفسه شجاعة وقوة المحبة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.