2012-08-11 15:10:54

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


فتَذَمَّرَ اليَهودُ علَيه لأَنَّه قال: "أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء"، وقالوا: "أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه؟ فكَيفَ يَقولُ الآن: "إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماء؟" أَجابَهم يسوع: "لا تَتَذمَّروا فيما بَينَكم. ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يُقبِلَ إِليَّ، إَِّلا إِذا اجتَذَبَه الآبُ الَّذي أرسَلَني. وأَنا أُقيمُهُ في اليَومِ الأَخير. كُتِبَ في أَسفارِ الأَنبِياء: وسيَكونونَ كُلُّهم تَلامِذَةَ الله. فَكُلُّ مَن سَمِعَ لِلآب وتَعلَّمَ مِنه أَقبَلَ إِليَّ. وما ذلِكَ أَنَّ أَحَدًا رأَى الآب سِوى الَّذي أَتى مِن لَدُنِ الآب فهو الَّذي رأَى الآب. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ فلَهُ الحَياةُ الأَبَدِيَّة. أَنا خُبزُ الحَياة. آباؤُكُم أَكَلوا المَنَّ في البَرِّيَّة ثَمَّ ماتوا. إِنَّ الخُبزَ النَّازِلَ مِنَ السَّماء هوَ الَّذي يأكُلُ مِنه الإِنسانُ ولا يَموت. أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم". (يوحنا 6، 41- 51)

 

للتـأمل

يصور لنا إنجيل هذا الأحد تذمر اليهود على يسوع الذي قال لسامعيه: "أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم". لقد كانوا يقفون أمام إله لا يستطيعون فهمه ويقولون فيما بينهم: "أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه؟ لقد قسّوا قلوبهم وأغلقوها على سماع كلمة الله المحيية، التي تتخطى المنطق البشري وتتطلب منا أن نقوم بقفزة ثقة وإيمان بين يدي الرب، ولم ينفتحوا على الروح الذي يحي كما يعلمنا يسوع: "إِنَّ الرُّوحَ هو الَّذي يُحيي، وأَمَّا الجَسَدُ فلا يُجْدي نَفْعَاً، والكَلامُ الَّذي كلَّمتُكُم به رُوحٌ وحَياة، ولكِنَّ فيكم مَن لا يُؤمِنون".

إن عدم الإيمان يحبس عمل الله ويحده في حياتنا، هو الإله القدير وإنما قدرته تحترم حريتنا وأوقاتنا... لقد توقف اليهود عند التذمّر العقيم، ولم ينطلقوا في المسيرة السرّية التي دعاهم إليها يسوع، مسيرة تقود إلى الحياة الأبديّة: مسيرة الإيمان.

تدعونا الكنيسة اليوم لنعيد النظر في مسيرتنا، كما يعلمنا القديس بولس: "أَزيلوا مِن بَينِكم كُلَّ شَراسةٍ وسُخْطٍ وغَضَبٍ وصَخَبٍ وشَتيمة وكُلَّ ما كانَ سُوءًا... اقتدوا إِذًا بِاللهِ شأنَ أَبْناءٍ أَحِبَّاء، وسِيروا في المَحَبَّةِ سيرةَ المسيحِ الَّذي أَحبَّنا وجادَ بِنَفسِه لأَجْلِنا "قُربانًا وذَبيحةً للهِ طَيِّبةَ الرَّائِحة".

تدعونا الكنيسة لنفتح قلوبنا على نعمة الروح، لننطلق من الموت إلى الحياة، لنتشبّه بالمسيح، خبز الحياة وغذائنا الروحي في مسيرتنا التي دُعينا إليها من خلال المعمودية...

إنها مسيرة إيمان، إنفتاح القلب والعقل على نعمة الرب، فلنسلم أنفسنا بالإيمان بين يدي الرب ولنسير كما يعلمنا القديس بولس السيرة التي تَليقُ بِالدَّعوَةِ الَّتي دُعينا إِلَيها، سيرةً مِلؤُها التَّواضُعُ والوَداعَةُ والصَّبْر، مُحتَمِلينَ بَعضُنا بَعضًا في المَحبَّة ومُجتَهِدينَ في المُحافَظَةِ على وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِباطِ السَّلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.