2012-08-08 14:11:58

في مقابلته العامة البابا يتحدث عن القديس دومينيك دي غوزمان


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في الباحة الداخلية للقصر الصيفي في كاستيل غاندولفو، واستهل تعليمه الأسبوعي بالحديث عن القديس دومينيك دي غوزمان.

قال البابا يصادف اليوم تذكار القديس دومينيك دي غوزمان كاهن ومؤسس رهبنة الإخوة الواعظين، أو الدومينيكان. أود اليوم أن أتعمق بناحية أساسية من روحانيته: حياة الصلاة. كان القديس دومينيك رجل صلاة، مولعا بالله وكانت غايته الوحيدة خلاص النفوس، وخصوصا تلك التي وقعت في شباك هرطقات عصرها. بتشبهه بالمسيح جسّد المشورات الإنجيلية بشكل جذري وجمع إعلان كلمة الله مع شهادة لحياة فقيرة، وبنعمة الروح القدس تقدّم في درب الكمال المسيحي، فكانت الصلاة، في كل لحظة من حياته، القوة التي جددت أعماله الرسولية وأخصبتها.

تابع البابا يقول في القديس دومينيك يمكننا أن نرى مثال الاندماج المتناغم بين تأمل الأسرار الإلهية والنشاط الرسولي. لم يترك القديس دومينيك أي كتابات عن الصلاة، وإنما التقليد الدومينيكاني قد جمع ونقل خبرته الحيّة في مجلّد بعنوان: طرق الصلاة التسع بحسب القديس دومينيكو.

أضاف الأب الأقدس يقول إن كلا من هذه الطرق الجديدة للصلاة التي كان القديس دومينيك يقوم بها دائما أمام يسوع المصلوب، تعبر عن حالتين جسدية وروحية مندمجتين تعززان التأمل والحماسة. إن الطرق السبع الأولى تتبع خطا متصاعدا، كخطوات مسيرة نحو الإتحاد مع الله والثالوث: فالقديس دومينيك يصلّي منحنيا للتعبير عن التواضع، منطرحا على الأرض ليطلب غفران خطاياه، راكعا ليشارك في آلام الرب، فاتحا يديه محدقا بالمصلوب للتأمل بالمحبة العظمى، ورافعا عينيه نحو السماء منجذبا نحو الله. أما الطريقتان الأخيرتان فهما تتلاءمان مع ممارستين اعتياديتين للقديس دومينيك، الأولى التأمل الشخصي حيث تأخذ الصلاة بعدا حميما، حماسيا ومطمئنا. ففي نهاية صلوات الفرض الإلهي، وبعد القداس، كان القديس دومينيك يطيل اللقاء مع الله، فكان يجلس بهدوء في وضعية إصغاء، يقرأ كتابا أو يحدق بالمصلوب، يعيش بعمق لحظات اللقاء مع الله هذه التي كانت تظهر من خلال ردات فعله كالفرح أو البكاء.

أما الممارسة الثانية فهي الصلاة خلال السفر، فمن دير إلى آخر كان يصلّي صلاة الصباح، صلاة الظهر والمساء مع رفاقه، وفيما كان يجتاز الوديان والهضاب كان يتأمل جمال الخليقة فيفيض قلبه بنشيد تعظيم وشكر للرب على نعمه، لاسيما على معجزته الكبرى: الفداء بواسطة المسيح.

وختم البابا بندكتس السادس عشر تعليمه الأسبوعي بالقول يذكرنا القديس دومينيك أن الصلاة هي في أساس شهادة الإيمان التي على كل مسيحي أن يعطيها في العائلة، في العمل، وفي الالتزام الاجتماعي، وحدها هذه العلاقة الحقيقية مع الله تعطينا القوة لنعيش بعمق كل أحداث حياتنا لاسيما الأليمة منها. لذا أود أن أذكركم مرة أخرى، لخير حياتنا الروحية، بأهمية إيجاد فترات يومية للصلاة بهدوء، لتكون أيضا وسيلة لمساعدة من هم بقربنا للدخول في شعاع حضور الله المنير الذي يحمل السلام والحب الذين نحتاجهما.








All the contents on this site are copyrighted ©.