رسالة البابا إلى جمعية فرسان كولومبوس لمناسبة انعقاد مؤتمرها السنوي الأعلى المائة والثلاثين

بعث البابا بندكتس السادس عشر برسالة إلى جمعية "فرسان كولومبوس" لمناسبة انعقاد مؤتمرها السنوي الأعلى في مدينة أناهيام بولاية كاليفورنيا الأمريكية بدءا من اليوم الثلاثاء وحتى الخميس المقبل. حلمت البرقية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتونيه وعبر فيها البابا عن تحياته الحارة لجميع المشاركين في اللقاء وقربه منهم بواسطة الصلاة. أوضحت الرسالة البابوية أن المؤتمر السنوي الأعلى يُعقد هذا العام حول موضوع "أعلنوا الحرية في الأرض كلها" والذي لا يعكس مثل الحرية والعدالة التي أطّرت الولايات المتحدة الأمريكية وحسب بل يسلط الضوء أيضا على مسؤولية كل جيل في الحفاظ على هذه المثل والدفاع عنها. بعدها أشار بندكتس السادس عشر في رسالته إلى أن جمعية فرسان كولومبوس عملت بلا كلل على مساعدة الجماعة الكاثوليكية في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بحرية الكنيسة وشهادتها الخلقية في المجال العام.

هذا ثم أثنى البابا على الجهود التي تبذلها الجمعية الكاثوليكية من أجل الدفاع عن حق جميع المؤمنين في التعاون معا من أجل بناء مجتمع ديمقراطي، يرتكز إلى أهم القيم والتطلعات، واعتبر البابا أن التحديات المطروحة حاليا تسطر أهمية الدور الذي يضطلع به العلمانيون الكاثوليك من أجل تقدّم رسالة الكنيسة ضمن الإطار الاجتماعي الذي يشهد تبدلات سريعة.

أكد الكاردينال بيرتونيه في الرسالة أن البابا واثق بأن المؤتمر السنوي الأعلى لجمعية فرسان كولومبوس سيحدد إطارا للتوجيهات التي تتيح نشأة جيل جديد من العلمانيين الكاثوليك، وذكّر بالكلمات التي وجهها بندكتس السادس عشر إلى الأساقفة الكاثوليك مطلع العام الجاري مسلطا فيها الضوء على أهمية الكرازة الجديدة بالإنجيل والدفاع عن حرية الكنيسة، وهذان الأمران يتطلبان التزاما دؤوبا من قبل مؤمنين علمانيين كاثوليك يواجهون واقعا علمانيا يعارض مشاركة الكنيسة في المناقشات العامة حول مسائل أساسية بالنسبة لمستقبل المجتمع الأمريكي.

وذكّر البابا في الختام أن أعضاء جمعية فرسان كولومبوس مدعوون إلى البقاء أمناء لمعموديتهم والشهادة اليومية لإيمانهم بالمسيح، ومحبتهم للكنيسة والتزامهم في نشر ملكوت الله في العالم. كما أكد بندكتس السادس عشر أن سنة الإيمان التي ستُحيي الذكرى السنوية الخمسين لافتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ترمي إلى تعميق حس المسؤولية الكنسية ورسالة شعب الله.