2012-08-06 15:20:51

في عظته مترئسا قداس الأحد البطريرك الماروني: يحتاج لبنان لأشخاص يتولون الشأن العام بروح التجرد


في عظته مترئسا قداس الأحد في الصرح البطريركي في الديمان، شمال لبنان، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي:... لا بد من التجدد على كل صعيد، لكي تسلم الحياة ويجد الانسان سعادته في العائلة والمجتمع والدولة. من أجل هذا التجدّد الشامل كان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي نحتفل في تشرين الأول بمرور خمسين سنة على انعقاده، وقد سمّاه الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني "ربيع الكنيسة"؛ وكانت جمعية سينودس الاساقفة الخاصة بلبنان 1995 بعنوان: "المسيح رجاؤنا، بروحه نتجدّد ومعا للمحبة نشهد" وأصدر الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في أعقابها الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"؛ وكان المجمع البطريركي الماروني(2003-2006) الذي دعا إلى التجدّد بالعودة للجذور وتصويب الحاضر واستشراف المستقبل بنصوصه الثلاثة والعشرين؛ وكان السينودس الخاص بالشرق الاوسط عام 2010 بعنوان: شركة وشهادة، ونحن ننتظر زيارة البابا بندكتس السادس عشر في أيلول المقبل ليوقّع ويعلن الإرشاد الرسولي الذي سيرسم خطّة تجدّدية للمسيحية في بلدان الشرق الاوسط... أضاف البطريرك الماروني أن لبنان بحاجة لتجدّد في شعبه وقادته وهيكلياته، لكي يواكب مقتضيات الحداثة والعولمة، ويسهم في استقرار المنطقة وفي البلوغ إلى "ربيعها العربي" الحقيقيّ المنشود. ولذلك يحتاج لبنان إلى أشخاص يتولَّون الشأن العام، الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي والسياسي، بروح التجرّد من المصالح الذاتيّة والمكاسب المادّية، ويتفانون، بمحبّة وشجاعة، في سبيل خدمة الخير العام والتقدّم الاقتصادي والاجتماعي، ويقاومون الظلم والاستبداد والحكم التعسّفي والفساد الإداري وهدر المال العام... إن الكنيسة المؤتمنة على كرامة الإنسان وحياته وحقوقه ومصيره، لا تنفكّ توقظ الضمائر بتعليمها الاجتماعي، الذي يشمل الشؤون الاقتصادية والانمائية والسياسية. فلا يمكنها أن تعتنق أي نظام سياسي أو اقتصادي خاص، ولا يمكنها أن تتلوّن بهذا او ذاك من الألوان السياسية، بل تشجّع كلَّ أداء ونظام يضمن للإنسان حقوقه وخيره واستقراره وكرامته، ويفسح في المجال لجميع المواطنين، ليحقّقوا شخصيتهم في مناخٍ من الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص. يبقى على المواطنين، في ضوء هذه المبادئ، أن يميِّزوا أداء ممثليهم في الحكم والمسؤولين السياسيين والمحازبين، وأن ينتخبوا ممثليهم وفقا لهذه المبادئ عن وعي وحرّية ضمير. فلا يمكن أن يستمر مصير البلاد بين أيد لا يعنيها هذا المصير، بل تعنيهم مصالحهم الخاصة.








All the contents on this site are copyrighted ©.