2012-08-01 16:23:11

في مقابلته العامة البابا يتحدث عن القديس ألفونسو ماريا دي ليغوري


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في باحة القصر الرسولي الصيفي في كاستيل غاندولفو، واستهل تعليمه الأسبوعي بالحديث عن القديس ألفونسو ماريا دي ليغوري.

قال البابا يصادف اليوم تذكار القديس ألفونسو ماريا دي ليغوري أسقف وملفان في الكنيسة، مؤسس رهبنة الفادي الأقدس (Redentoristi)، وشفيع علماء اللاهوت الأدبي والمعرّفين. إنه أحد قديسي القرن الثامن عشر الأكثر شعبيّة، لأسلوبه البسيط والمباشر ولتعليمه حول سرّ التوبة: ففي زمن كان قد انتشر فيه تفسيرٌ مُتشدِّد للغاية في الحياة الأخلاقيّة، وذلك بسبب تأثير الجانسينيّة، كان القديس ألفونسو يوصي المعرفين بمنح سرّ التوبة مظهرين عطف الله الآب الذي برحمته اللامتناهية لا يتعب من استقبال الابن التائب.

تابع الأب الأقدس يقول أود اليوم أن أتوقف عند تعاليم القديس ألفونسو حول الصلاة والتي يصفها في كتابه قائلا:"بأنها الوسيلة الضرورية والأكيدة لنيل الخلاص وكل النعم التي نحتاجها لكي نحصل عليه"، وبهذا القول يمكن أن نلخّص الروحانيّة الألفونسيّة لمفهوم الصلاة.

أضاف البابا يقول: بالقول إنها وسيلة، يذكرنا القديس ألفونسو بالهدف الذي علينا أن نبلغه: فالله خلقنا بالحب، ليعطينا الحياة بملئها، ولكن هذا الهدف، أي الحياة بملئها، وبسبب الخطيئة قد أصبح، إذا جاز القول، بعيدا، وكلنا يعلم أنه لا يمكن الوصول إليه إلا بنعمة الله فقط. فالقديس ألفونسو يريدنا أن نفهم أهمية الصلاة في حياتنا ولاسيما في أوقات التجربة والصعوبات، يجب علينا أن نقرع دائما باب الرب بثقة، عالمين بأنه يعتني بأبنائه، ولذا نحن مدعوون لئلا نخاف من اللجوء إليه وأن نقدم له بثقة طلباتنا، واثقين بأننا سننال ما نحتاجه.

تابع البابا تعليمه الأسبوعي يقول هذه هي المسألة الأساسية: ما هو الضروري فعلا لحياتنا؟ وقال أجيب مع القديس ألفونسو:"الصحة والنعم اللازمة لها" والمقصود بذلك ليست صحة الجسد فقط وإنما وقبل كل شيء صحة النفس التي يعطينا إياها يسوع، فنحن بحاجة لحضوره المحرّر الذي يعطي كياننا ملء إنسانيته. بالصلاة فقط يمكننا أن نستقبل الله ونقبل نعمته التي تنيرنا وتساعدنا على تمييز الخير الحقيقي، وتقوينا وتفعّل إرادتنا أيضا لتصبح قادرةً على عمل الخير، فالتلميذ يعرف بأنه عرضة للتجارب ولا يتأخر عن طلب مساعدة الله بالصلاة ليتغلب عليها، لذا عالمين نحن أيضا بضعفنا، فلنطلب مساعدة الله بتواضع واثقين فقط بغنى رحمته.

وختم البابا بندكتس السادس عشر تعليمه الأسبوعي مذكرا بقول القديس ألفونسو: "نحن فقراء لكل شيء وإنما إذا طلبنا فلسنا فقراء من بعد، وإن كنا فقراء فالله غني". بهذا القول، وفي نهج القديس أغسطينوس، يدعو القديس ألفونسو كل مسيحي لئلا يخاف من أن يطلب، بالصلوات، من الله القوة التي لا يملكها والضرورية له لفعل الخير، واثقا بأن الرب لا يمسك مساعدته عن الذي يطلب منه بتواضع. وأضاف يذكرنا القديس ألفونسو بأن العلاقة مع الله أساسية في حياتنا، وهذه العلاقة تتحقق بالحديث مع الله من خلال الصلاة الشخصية اليومية والمشاركة بالأسرار، عندها يمكن لهذه العلاقة أن تنمو فينا وينمو فينا الحضور الإلهي الذي يوجه مسيرتنا، وينيرها ويجعلها آمنة حتى في وسط الصعوبات والمخاطر.








All the contents on this site are copyrighted ©.