2012-07-23 14:49:27

القوات السورية تستعيد سيطرتها على اثنين من أحياء دمشق وسط أنباء عن وقوع مجازر والوزراء العرب يحثون المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية


تمكنت القوات الحكومية السورية من إرغام مقاتلي الجيش السوري الحر على الانسحاب من حيين في دمشق بعد أسبوع على بداية الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في عملية أطلق عليها الثوار اسم "بركان دمشق". وأفادت الأنباء الواردة من العاصمة السورية صباح اليوم الاثنين أن الجيش النظامي تمكن من بسط سيطرته على حي المزة، وأقدم على إعدام ما لا يقل عن عشرين رجلا يُشتبه بدعمهم للمتمردين السوريين، حسبما قالت مصادر المعارضة السورية في المنطقة المذكورة. وفي حي برزة أقدمت مجموعة من الجنود السوريين المنتمين إلى ما يُعرف بالفرقة الرابعة الخاضعة لإمرة شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد أقدمت على إعدام العديد من الشبان بهدف بسط السيطرة على هذا الحي الواقع شمال العاصمة السورية. وقد أطلقت القوات الحكومية السورية هجوما مضادا واسع النطاق على المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري الحر. وقد انطلقت العملية بعد الانفجار الذي وقع يوم الأربعاء الماضي في مقر الاستخبارات العسكرية في دمشق مسفرا عن مقتل وزير الدفاع داود راجحة، وصهر الرئيس الأسد آصف شوكت.

وفي إطار التصعيد الخطير التي تشهده سورية، ما يعكس انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة على مقربة من المقر العام لجهاز الاستخبارات السوري في مدينة حلب الشمالية، ثاني أكبر مدن سورية، بالإضافة إلى اشتباكات مماثلة في مدينة دير الزور الشرقية. هذا في وقت أعلنت فيه مصادر رسمية عراقية أن القوات النظامية السورية استعادت اثنين من المعابر الحدودية مع العراق التي فرض الثوار سيطرتهم عليها الأسبوع الماضي. في غضون ذلك تحولت الحدود اللبنانية ـ السورية في بعض النقط إلى جبهة حرب على أثر العمليات العسكرية المستمرة بشكل شبه يومي. التفاصيل في تقرير مراسلتنا في بيروت دارين الحلوي. RealAudioMP3

فيما يتعلق بالسيطرة على المعبر الفاصل بين سورية والأراضي التركية صرح أحد الضباط السوريين المنشقين عن النظام ويُدعى فايز عمر بأن أهمية هذه العملية سيكولوجية لا إستراتيجية لكونها تحمل انعكاسا كبيرا على معنويات القوات السورية، واعتبر أنها تشكل تقدما هاما على الرغم من التفوق العددي لقوات الأسد.

بالعودة إلى التطورات في العاصمة دمشق، نفى التلفزيون السوري الحكومي صحة الأنباء الحاكية عن مشاركة طائرات مروحية في المعارك الدائرة في مختلف أحياء المدينة، وأعلن أن الوضع في دمشق طبيعي، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية تقوم بمطاردة وملاحقة ما تبقى من الجماعات الإرهابية في شوارع العاصمة.

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 1261 شخصا قُتلوا في مختلف أنحاء سورية منذ يوم الأحد الماضي، أي مع بداية الاشتباكات المسلحة العنيفة في دمشق بين القوات الحكومية والمتمردين السوريين. وأوضح المصدر عينه أن من بين الضحايا 299 جنديا من قوات الرئيس الأسد، وتشير المعطيات إلى أن الأسبوع الماضي كان الأكثر دموية منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الأسد في منتصف آذار مارس من العام الماضي والتي أسفرت حتى اليوم عن سقوط ما يقارب 18 ألف قتيل. بالمقابل أوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن 79 مدنيا على الأقل و24 جنديا قُتلوا يوم أمس الأحد.

على صعيد دبلوماسي حث وزراء خارجية جامعة الدول العربية في اجتماع عقدوه يوم أمس الأحد في الدوحة المعارضة والثوار في سورية على تشكيل حكومة انتقالية.  جاء هذا الإعلان على لسان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب الاجتماع في الدوحة. أكد المسؤول القطري أن الدول العربية ستساعد الرئيس السوري على الخروج من سورية إذا قرر التنحي عن السلطة فورا، مع أن الرئيس الأسد لم يبد ـ أقله حتى الآن ـ أي رغبة في التخلي عن الحكم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.