2012-07-22 13:29:18

كلمة البابا قبل صلاة التبشير الملائكي: يسوع يجسد الله الراعي الذي بتعليمه وأعماله، ينحني على المرضى والخطأة والضالين ليعيدهم إلى رحمة الآب


أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة القصر الرسولي الصيفي في كاستيل غاندولفو ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في باحة القصر صلاة التبشير الملائكي.

تحدث الحبر الأعظم عن إنجيل هذا الأحد بحسب القديس مرقس (مرقس 6، 30- 34) والذي يذكرنا بأن الله هو راعي البشريّة، أي أنه يريد لنا الحياة، يريد أن يقودنا في مراعٍ خصيبة، حيث يمكننا أن نتغذّى ونستريح، فهو لا يريد أن نضيع ونموت، بل أن نصل إلى هدف مسيرتنا: ملء الحياة.

تابع البابا يقول إن هذا ما يريده كل أب وأم لأولادهم: الخير والفرح وتحقيق الذات. وأضاف يظهر يسوع في الإنجيل كراع للخراف الضالة من بيت إسرائيل (متى 15، 24)، ويخبرنا إنجيل هذا الأحد "لَمَّا نَزَلَ إِلى البَرّ رأَى جَمعًا كثيرًا، فَأَخذَتْه الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لها، وأَخَذَ يُعَلَّمُهم أَشياءَ كثيرة" (مرقس 6، 34). فيسوع يجسد الله الراعي الذي بتعليمه وأعماله، ينحني على المرضى والخطأة والضالين ليعيدهم إلى رحمة الآب.

ومن بين "الخراف الضالة" التي خلصها يسوع، قال البابا، هناك امرأة اسمها مريم، أصلها من مدينة مجدلة قرب بحيرة الجليل، ولذلك كانت تعرف بالمجدلية، وفي هذا اليوم تعيّد الكنيسة تذكارها.

يخبرنا الإنجيلي لوقا أن يسوع أخرج منها سبعة شياطين (لو 8، 2)، أي حرّرها من سلطان الشرير. فما هو هذا الشفاء العميق الذي حققه الله بواسطة يسوع؟ إنه سلام حقيقي وتام، ثمرة مصالحة الإنسان مع ذاته، مع الله والآخرين والعالم. في الواقع إن الشيطان يحاول دائما أن يدمر عمل الله، زارعا الانقسام في القلب البشري بين الجسد والروح، بين الله والإنسان، في العلاقات الإنسانية والاجتماعية وحتى بين الإنسان والخلق.

وأضاف الأب الأقدس يقول إن الشيطان يزرع حربا، والله يخلق سلاما، كما يؤكد القديس بولس:"إِنَّ المسيح سَلامُنا، قَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة" (أف 2، 14) وليحقق هذه المصالحة الجذرية وجب على يسوع، الراعي الصالح أن يصبح حملا، "حمل الله...الذي يرفع خطيئة العالم" (يو 1، 29). بهذا فقط حقق وعد المزمور:"الخير والرحمة يلازمانني جميع أيام حياتي وسكناي في بيت الرب طوال أيامي" (مز 23 (22)، 6).

وخلص الحبر الأعظم إلى القول إن هذه الكلمات تهز قلبنا لأنها تعبر عن رغبتنا العميقة والتي من أجلها خُلقنا: الحياة، الحياة الأبدية. إنها كلمات مَن اختبر الله في حياته على مثال مريم المجدلية وعرف سلامه.

وفي نهاية كلمته وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا نداء قال فيه بعد بضعة أيام تبدأ في لندن دورة الألعاب الأولمبية الثلاثون. إنه أكبر حدث رياضي عالمي، يشارك فيه رياضيّون من بلدان متعددة وله طابع رمزي عميق. لذلك فالكنيسة الكاثوليكية تنظر إليه باهتمام خاص. لنصل لكي تكون الألعاب الأولمبية في لندن، وبحسب مشيئة الله، خبرة أخوة حقيقية بين شعوب الأرض.








All the contents on this site are copyrighted ©.