2012-06-26 15:41:53

زيارة البابا إلى المناطق التي ضربها الزلزال في إقليم إيميليا رومانيا


قام البابا بندكتس السادس عشر هذا الثلاثاء بزيارة إلى المناطق التي ضربها الزلزال في إقليم إيميليا رومانيا الإيطالي. غادر البابا الفاتيكان على متن طائرة مروحية في تمام الساعة التاسعة من صباح اليوم، ليصل عند الساعة العاشرة والربع إلى منطقة سان مارينو دي كاربي بمحافظة مودينا حيث كان في استقباله أسقف كاربي المطران فرانشيسكو غافينا، وقائد جهاز الدفاع المدني الإيطالي فرانكو غابرييلّي.

بعدها انتقل البابا إلى منطقة روفيريتو دي نوفي على متن حافلة تابعة للدفاع المدني حيث زار ما تبقى من كنيسة القديسة كاترينا دي أليساندريا والتي أدى انهيارها إلى وفاة كاهن الرعية الأب إيفان مارتيني. هذا ثم التقى البابا سكان المنطقة المنكوبين بحضور أساقفة الأبرشيات الأكثر تضررا نتيجة الكارثة الطبيعية وهي كاربي، مودينا، مانتوفا، فيرارا وريجيو إيميليا بالإضافة إلى أساقفة آخرين وممثلين عن السلطات المدنية والعسكرية المحلية وحشود من المتطوعين والمؤمنين.

 

في كلمته إلى المؤمنين والسكان المنكوبين البابا يؤكد أن الكنيسة ستبقى إلى جانبهم

 ألقى البابا بندكتس السادس عشر كلمة خلال لقائه السكان المنكوبين وحشود المؤمنين عبر فيها عن قربه وقرب الكنيسة من جميع الأشخاص الذين تضرروا في الزلزالين الكبيرين اللذين ضربا شمال إيطاليا، لاسيما أقاليم إيميليا رومانيا، لومبايا وفينيتو يومي العشرين والتاسع والعشرين من أيار مايو الماضي. استهل البابا كلمته مذكرا بالأب إيفان مارتيني وموجها تحية قلبية إلى جميع الكهنة الذين يعبرون عن محبتهم السخية حيال شعب الله في هذه الظروف الصعبة، تماما كما حصل في الماضي.

أكد البابا أنه شعر بالتأثر الكبير حيال الجراح الكثيرة والعميقة، لكنه أشار إلى أنه شاهد في الوقت نفسه أياد كثيرة تمتد لتضمد هذه الجراح بالتعاون مع سكان المنطقة. وتوجه البابا إلى الحاضرين قائلا: لستم ولن تكونوا وحدهم! لقد شعرتم في هذه الأيام وإزاء ما تعرضتم له من دمار وآلام بوجود العديد من الأشخاص إلى جانبكم. أشخاص هبوا ليعربوا عن قربهم منكم وعن تضامنهم معكم وعطفهم تجاهكم.

أكد بندكتس السادس عشر أن حضوره بين ضحايا الزلزال يأتي بمثابة تعبير عن الرجاء والمحبة. بعدها وجه البابا كلمة شكر إلى المتطوعين وجميع الأشخاص الذين يقدمون شهادة تضامن ملموسة. كما وجه نداء إلى المؤسسات وجميع المواطنين ليكونوا كالسامري الصالح الذي لا يعبر غير مبال باحتياجات الآخرين بل على العكس يأخذ على عاتقه مساعدة المحتاج إلى أقصى الحدود.

تابع البابا كلمته يقول: الكنيسة قريبة منكم، وستبقى قريبة منكم من خلال صلواتها ومساعداتها الملموسة بواسطة المنظمات التابعة لها، لاسيما كاريتاس المتلزمة أيضا في إعادة بناء النسيج الجماعي للرعايا. حث البابا المؤمنين على وضع ثقتهم بالله تماما كالطفل الصغير الذي يعلم أن بإمكانه الاتكال على أمه وأبيه، لأنه يشعر بأنهما يحتضناه بالعطف والمحبة مهما حصل.

شدد بندكتس السادس عشر على أن محبة الله صلبة كالصخرة ويمكننا أن نبني على هذه الصخرة مذكرا بأن إيطاليا بُنيت على ما خلفته الحرب العالمية الثانية من أنقاض مادية وغير مادية وحصل ذلك بفضل إيمان العديد من الأشخاص الذي يحركه روح التضامن الحقيقي. وختم البابا كلمته قائلا: ابقوا أمناء لدعوتكم كأناس يميزهم التضامن والأخوة، واجهوا التحديات بصبر وعزم، وانبذوا التجارب المرتبطة وللأسف بلحظات الضعف والحاجة هذه.

 

كلمة رئيس أساقفة بولونيا الكاردينال كافارا وحاكم إقليم إيميليا رومانيا فاسكو إيراني

وقد ألقى رئيس أساقفة بولونيا الكاردينال كارلو كافارا كلمة للمناسبة لفت فيها إلى أن هذا الشعب فقد منازله، كنائسه والمؤسسات الرسمية وأماكن العمل، لكنه على الرغم من كل ذلك لم يفقد الإيمان والرجاء. وأكد كافارا أن طفلا صغيرا قال له منذ أيام قليلة، نيابة عن جميع الأطفال: "هناك تصدعات كثيرة في بيوتنا، لكن لا يوجد أي تصدع في القلوب"، واعتبر رئيس أساقفة بولونيا أن سكان إيمليا رومانيا وجدوا على أثر هذه التجربة الكبيرة الوحدة الحقيقية والعميقة. وأكد الكاردينال كافارا أن هذا الإيمان يتقوى بفضل الشهادة البطولية لأشخاص كثيرين، شأن الأب إيفان مارتيني الذي قضى على أثر انهيار كنيسته في روفيريتو دي نوفي.

أما حاكم إقليم إيميليا رومانيا فاسكو إيراني فوجه بدوره تحية إلى البابا أكد فيها أن الصلاة التي رفعها على نية المنكوبين وتضامنه معهم يشكلان مصدر عزاء للجميع ويدفعان الكل على الالتزام في تخطي هذا التحدي الكبير. في ختام زيارته استقل البابا بندكتس السادس عشر الطائرة المروحية التي أقلعت في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا لتصل إلى الفاتيكان عند الساعة الواحدة والربع من بعد الظهر.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.