2012-06-08 12:15:14

البابا يترأس قداسا احتفاليا على رتاج بازيليك القديس يوحنا اللاتيران بروما احتفالا بعيد جسد المسيح ودمه


ترأس البابا بندكتس السادس عشر مساء الخميس القداس الإلهي على رتاج بازيليك القديس يوحنا اللاتيران بروما احتفالا بعيد جسد المسيح ودمه بعد أن تقدم التطواف بالقربان المقدس الذي اجتاز شارع ميرولانا كما جرت العادة في هذه المناسبة قبل أن يصل برفقة حشود المؤمنين إلى البازيليك الرومانية. خلال الاحتفال الإفخارستي ألقى البابا عظة استهلها متحدثا عن السجود للقربان المقدس وقال إن الرب يدعو شعبه ويجمعه حول مائدة الكلمة وخبز الحياة، يغذيه ويوحده به من خلال تقدمة التضحية.

لفت البابا إلى أن اقتصار السجود للقربان على القداس الإلهي، أي الاحتفال بالإفخارستيا حمل تأثيرا على الحياة الروحية للمؤمنين لأنه من خلال تركيز الاهتمام على "يسوع الإفخارستيا" أثناء القداس الإلهي فقط قد لا يشعر المؤمن بحضور المسيح في وسطنا ومعنا في كل زمان ومكان، لأنه القلب النابض لمدننا وقرانا، لأن هذا السر يجب أن يتناول حياتنا اليومية في مختلف أوجهها.

أكد البابا أن الاحتفال بالقربان المقدس والسجود له لا يتعارضان مع بعضهما لأنهما عنصران متكاملان إذ إن الاحتفال بالإفخارستيا يبلغ معناه وقيمته عندما يكون مرفقا بالسجود للقربان. وأشار إلى أن اللقاء مع يسوع في القداس الإلهي يتم عندما تقر جماعة المؤمنين أن الرب موجود في هذا السر، يعيش في القربان ويدعونا لمائدته، ويبقى معنا بعد نهاية الاحتفال، يرافقنا بشفاعته ويجمع تضحياتنا مقدما إياها لله الآب.

من خلال السجود للقربان ـ تابع البابا يقول ـ نجد أنفسنا على المستوى نفسه، راكعين أمام سر المحبة. إنها خبرة جميلة عشناها في مناسبات عدة في بازيليك القديس بطرس وخلال أمسيات الصلاة مع الشبيبة، كما حصل في كولونيا، لندن، زغرب ومدريد. لا يسعنا أن نفصل بين تناول القربان والسجود له لأن التواصل مع شخص ما يتطلب التعرف عليه، الوقوف بصمت إلى جانبه، الإصغاء إليه والنظر إليه بأعين المحبة. وإذا فقدنا هذا البعد يمكن أن تتحول المناولة إلى ممارسة سطحية.

بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن قدسية القربان وأكد أن المسيح يبقى بالنسبة لنا محور العبادة التي لا تقتصر على الطقوس الفارغة. لكن هذا الأمر لا يعني فقدان القربان لقدسيته لأن طابعه المقدس مستمد من يسوع المسيح، المحبة الإلهية المتجسدة. لقد قام الرب بتدشين عبادة جديدة، إنها عبادة ذات طابع روحي، لكن خلال مسيرتنا الأرضية نحتاج إلى العلامات والطقوس التي ستزول في أورشليم السماوية حيث لا يوجد أي معبد كما يقول كتاب أعمال الرسل (أعمال 21، 22). ممارسة الطقوس وحدها لا تكفي لأننا مدعوون إلى تطهير القلب وعيش حياة تتماشى مع إيماننا.

أشار البابا إلى أن الله أبانا أرسل ابنه إلى هذا العالم لا ليقض بل ليكمل، وخلال العشاء الأخير أنشأ يسوع هذا السر، سر جسده ودمه إحياء لذكرى تضحيته الفصحية. بهذه الطريقة وضع المسيح نفسه مكان التضحيات القديمة، وفعل ذلك من خلال هذا الطقس طالبا إلى رسله مواصلة الاحتفال به كعلامة لما هو مقدس فعلا، أي يسوع المسيح نفسه. ختم البابا عظته قائلا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء نحتفل اليوم وكل يوم بالسر الإفخارستي ونسجد له لأنه محور حياتنا وقلب العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.