2012-06-01 21:21:41

اللقاء العالمي السابع للعائلات - كلمة البابا في ختام حفل موسيقي أقيم على شرفه في مسرح لاسكالا الشهير بميلانو


أقيم مساء الجمعة حفل موسيقي على شرف البابا بندكتس السادس عشر في مسرح لاسكالا الشهير بميلانو بحضور عدد من الكرادلة والأساقفة وممثلين عن السلطات المدنية المحلية. في ختام الحفل ألقى البابا كلمة استهلها شاكرا جميع من ساهموا في انجاز هذا العرض الفني الموسيقي في مسرح لاسكالا الذي أعيد بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية. وذكر البابا بالعرض الأول الذي تم في الحادي عشر من أيار مايو 1946 بقيادة المايسترو أرتورو توسكانيني لافتا إلى أن هذا الصرح كان وما يزال مرجعا ـ على الصعيدين الموسيقي والثقافي ـ لمدينة ميلانو، إيطاليا والعالم بأسره. وجاء مشروع إعادة بناء المسرح كعلامة رجاء للمدينة كلها بعد أهوال الحرب.

هذا ثم وجه البابا كلمة شكر إلى عمدة ميلانو بيزابيا وأعضاء الأوركسترا وجوقة مسرح لاسكالا الذين أبدعوا في تقديم السيمفونية التاسعة للعبقري بيتهوفن. وأكد بندكتس السادس عشر أن هذا المؤلف الموسيقي نجح في حمل المستمع على اختبار مشاعر جديدة خلال إصغائه إلى هذه التحفة الموسيقية. تمكن بيتهوفن من رسم الفرح الذي يتجلي من خلال علاقات الأخوة والحب المتبادل تحت نظرات الله الوالدية، إنه فرح التعايش الأخوي بين الشعوب، والانتصار على الأنانية والرغبة في أن تكون مسيرة البشرية مطبوعة بالمحبة، وهي دعوة موجهة إلى جميع الأشخاص بغض النظر عن انتماءاتهم وعقائدهم.

تابع بندكتس يقول: تلقي بظلها على هذا الحفل الموسيقي آثار الزلزال الذي حمل آلاما جمة للعديد من أهالي إيطاليا. نشعر بأن الألم أصابنا بالشلل إزاء الدمار الكبير الذي أودى أيضا بحياة كائنات بشرية وحرم أشخاصا كثيرين من منازلهم. وهذا الأمر يحملنا على التساؤل عن الله فنقول: لماذا لا تصلنا طيبة الله؟ إننا نبحث عن إله لا يمكث في مكان بعيد بل يلج حياتنا ويقاسمنا آلامنا. إننا نبحث عن الله القريب منا. نبحث عن علاقات أخوية تساعد الأشخاص على السير قدما إزاء الآلام والأتراح. بعد نهاية الاحتفال بهذا الحفل الموسيقي سينصرف كثيرون للسجود للقربان المقدس، للسجود لله الذي اختبر آلامنا وهذا ما يفعله اليوم أيضا. الله الذي تألم معنا ومن أجلنا جعل النساء والرجال قادرين على مقاسمة ألم الآخر وتحويل هذا الألم إلى محبة.

في ختام كلمته جدد البابا شكره لأعضاء الأوركسترا وجوقة لاسكالا وجميع من ساهموا في إنجاز هذا العمل. وخص بالشكر المايسترو دانيل باربنبويم لافتا إلى أن اختيار السيمفونية التاسعة لبيتهوفن يسمح لنا بإطلاق رسالة ـ بواسطة الموسيقى ـ للتأكيد على القيمة الأساسية للتضامن والأخوة والسلام. وأكد أن هذه الرسالة بالغة الأهمية بالنسبة للعائلات لأنه في كنف العائلة يختبر الإنسان للمرة الأولى أن الكائن البشري لم يولد ليعيش منغلقا على ذاته لكن ليعيش بتواصل مع الآخرين، ويتعلم المرء في كنف العائلة أيضا أن تحقيق الذات لا يتم من خلال الأنانية وفي العائلة تضاء في قلب الإنسان شعلة السلام لتنير بدورها عالمنا كله.








All the contents on this site are copyrighted ©.