2012-05-27 14:38:12

البابا يترأس القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس احتفالا بعيد العنصرة


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان احتفالا بعيد العنصرة. تخللت الذبيحة الإلهية عظةٌ للأب الأقدس تحدث فيها عن معنى هذا العيد وقال إن هذا السر يشكل معمودية الكنيسة. حدث منحها الإندفاع لرسالتها. وأضاف أن العنصرة هي عيد الوحدة والفهم...

بعدها توقف البابا عند حدث العنصرة في كتاب أعمال الرسل (أعمال 2، 1- 11) وتحدث عن قصة بناء برج بابل (تك 11، 1- 9). ما هي بابل؟ تابع بندكتس السادس عشر يقول هي وصف لمملكة ركّز فيها البشر فقط على القوة وظنوا أنهم لم يعودوا بحاجة لمرجعية إله بعيد وأصبحوا أقوياء كفاية ليتمكنوا من بناء طريق يوصلهم إلى السماء ليفتحوا أبوابها ويضعوا أنفسهم مكان الله.

هذه الرواية البيبلية تحمل حقيقة يمكن أن نراها عبر التاريخ، وحتى في عالمنا أيضا. فمع تقدّم العلم والتقنيات وصلنا إلى إمكانية السيطرة على قوى الطبيعة... وفي هذه الحال، تبدو الصلاة وكأنها غير نافعة، لأنه يمكننا أن نبني ونحقق كل ما نريد بدون أن ندرك أننا نعيش مجددا خبرة بابل. صحيح أننا ضاعفنا إمكانيات التواصل، والحصول على المعلومات، ونقل الأخبار، إنما هل نستطيع القول إن قدرتنا على فهم بعضنا البعض قد نمت أم بالعكس؟ وهنا يأتي السؤال: هل يمكن أن يكون هناك بالفعل اتحاد وتوافق؟ وكيف؟

تابع الأب الأقدس يقول إن الجواب نجده في الكتاب المقدس: تتحقق الوحدة فقط بنعمة روح الله الذي يعطينا قلبا جديدا ولغة جديدة، وقدرة جديدة على التواصل. وهذا ما تحقق في العنصرة. تبدّد الخوف وشعر القلب بقوة جديدة، وحُلَّت ألسنتهم وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم، بحيث أن الجميع تمكّنوا من فهم بشارة يسوع المسيح الذي مات وقام، ففي العنصرة، وحيث كان انقسام وبعد، ولدت الوحدة والفهم.

قال يسوع:"فَمتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إِلى الحَقِّ كُلِّه" (يوحنا 16، 13) يتكلم يسوع عن الروح القدس ويشرح لنا ما هي الكنيسة وكيف يجب أن تعيش لتكون ذاتها ومكان الوحدة والشركة في الحقيقة. يقول لنا إن التصرف المسيحي يعني ألا ننغلق على ذواتنا بل أن نتوجّه نحو الكلّ؛ أن نقبل في ذواتنا الكنيسة بأسرها. فالروح يدخلنا إلى الحق كله، أي يسوع، ويقودنا للتعمق به وفهمه: فنحن لا ننمو في المعرفة بالانغلاق على ذواتنا إنما فقط بقدرتنا على الإصغاء والمشاركة...

ختم البابا عظته احتفالا بعيد العنصرة بالقول، أصدقائي الأعزاء علينا أن نعيش بحسب روح الوحدة والحق، ولذلك يجب أن نرفع الصلاة كيما ينيرنا الروح ويقودنا لقبول حقيقة المسيح التي تنقلها الكنيسة. يخبرنا القديس لوقا أن يسوع قبل صعوده إلى السماء أوصى الرسل أن يبقوا معا ويتحضروا لنوال نعمة الروح القدس فكانوا :"يواظبون جميعا على الصلاة بقلب واحد، مع بعض النسوة ومريم أم يسوع وإخوته" (أعمال 1، 14). مجتمعة مع مريم، كما في بدايتها، تصلّي الكنيسة اليوم أيضا "تعال أيها الروح القدس واملأ قلوب مؤمنيك وأضرم فيهم نار حبك! آمين".








All the contents on this site are copyrighted ©.