2012-05-19 14:56:41

رسالة البابا لليوم العالمي لوسائل الاتصالات الاجتماعية: الصمت والكلمة:  مسيرة كرازة


بمناسبة اليوم العالمي لوسائل الاتصالات الاجتماعية الذي يُحتفَل به غدا وجّه البابا بندكتس السادس عشر رسالة في كانون الثاني يناير الفائت شدّد فيها على العلاقة بين الصمت والكلام: اللذان يشكلان وجهان من الاتصالات وينبغي أن يكونا متوازيين، وأن يتناوبا ويتكاملا بهدف التوصل إلى حوار حقيقي وتقارب بين الأشخاص.

قال البابا إن الصمت جزء لا يتجزأ من الاتصالات وبدونه لا توجد كلمات غنية بالمضامين. في الصمت نستمع لنفسنا ونتعرف عليها على نحو أفضل. في الصمت يتكلم الفرح والقلق والمعاناة، ومن خلاله نجد أحد أهم وأقوى أشكال التعبير.

وفي عالم الاتصالات المتنوع والمعقّد يظهر اهتمام الكثيرين في الأسئلة المتعلقة بالوجود البشري قال البابا إنه من المهم أن نرحب بأولئك الذين يطرحون هذه الأسئلة، بفتح حوار عميق، يتكون من الكلام والدعوة إلى التأمل والصمت، الذي يكون في بعض الأحيان أكثر أهمية من الأجوبة المتسرعة ويمكّن السائل من الغوص في أعماق نفسه والانفتاح على مسيرة الجواب الذي خطّه الله في قلب الإنسان.

وأضاف البابا هذا السيل اللامنتهي من الأسئلة، يبين، قلق الإنسان الباحث دائماً عن الحقيقة التي تعطي معنىً ورجاء للوجود. فجميعنا نبحث عن الحقيقة ونشاطر التطلّعات نفسها، خاصة في عصرنا حيث "عندما يتبادل الأشخاص المعلومات، فإنهم يتقاسمون مع أنفسهم، نظرتهم إلى العالم، آمالهم، ومثلهم".

هذا وشدّد البابا على إيجاد أوقات صمتٍ وصلاة، وأوقات تأمل ومشاركة لكلمة الله. إذ أن إله الوحي يتحدث أيضا بدون كلمات "كما يظهر صليب المسيح، ففي صمت الصليب تنطق بلاغة محبة الله المعاشة حتى بذل الذات.

في الصمت يكتشف الإنسان إمكانية التكلم مع الله وعنه. "نحن بحاجة إلى ذلك الصمت الذي يصبح تأملا، والذي يدخلنا في صمت الله، فنصل إلى حيث تولد الكلمة، الكلمة المخلصة" التي من خلالها قد كُوِّن العالم، وندرك التدبير الخلاصي الذي يحققه الله من خلال كلماتٍ وإشاراتٍ في تاريخ البشرية كله. لقد عرَّفنا على وجه الآب الحقيقي ونقلنا بصليبه وقيامته من عبودية الخطيئة والموت إلى حريّة أبناء الله. فالسؤال الأساسيّ حول معنى الإنسان يجد في سرّ المسيح الجواب القادر على منح السلام لقلق القلب البشري. ومن خلال هذا السرّ، تنشأ رسالة الكنيسة، وهذا السر يدفع المسيحيين إلى أن يصبحوا مبشرين بالرجاء وبالخلاص، وشهودا لذلك الحبّ الذي يعزز كرامة الإنسان ويبني العدالة والسلام.

وختم البابا قائلا: كلمة وصمت. التربية على التواصل تعني أن نتعلم الإصغاء والتأمل، الصمت والكلمة هما على حد سواء عنصران أساسيّان وجزء لا يتجزأ من نشاط التواصل الكنسيّ، لإعلان المسيح بطريقة متجددة في عالمنا المعاصر.  إلى مريم، التي  صمتُها "يصغي ويزهر الكلمة"، أوكل كلَّ عمل كرازة تقوم به الكنيسة من خلال وسائل الاتصالات الاجتماعية.








All the contents on this site are copyrighted ©.