2012-05-19 15:26:33

تعليق الأب لومباردي لبرنامج أوكتافا دييس بعنوان "حرية الضمير والحرية الدينية"


في تعليقه الأسبوعي لبرنامج أوكتافا دييس بعنوان "حرية الضمير والحرية الدينية" قال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فدريكو لومباردي: لقد أصدر الأساقفة الكنديون رسالة رعوية مهمة حول حرية العبادة والحرية الدينية. تسلط الوثيقة الضوء على أهمية المواضيع التي باتت مركزية بالنسبة للشهادة المسيحية والتزام المؤمنين والجماعة الكنسية في زماننا المعاصر. نعلم جيدا أن البابا سطر أهمية هذه المسائل وتطرق إليها بصورة معمقة، لاسيما في رسائله لمناسبة اليوم العالمي للسلام وخطاباته إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي.

تابع الأب لومباردي يقول: إن لهذه المسألة وجهين. الوجه الأول يتعلق بالانتهاك الصارخ للحقوق. فقد أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من سبعين بالمائة من دول العالم تفرض قيودا قانونية أو إدارية تلغي الحقوق الأساسية للأفراد أو الجماعات الدينية. وثمة تقرير آخر يؤكد أن أكثر من خمسة وسبعين بالمائة من حالات الاضطهاد الديني في العالم تتعلق بالمسيحيين (وهو تقرير صدر عن هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة).

أما الوجه الثاني ـ مضى الأب لومباردي إلى القول ـ فيكمن في المخاطر الناجمة عن النسبية التي باتت "عدائية" والموجهة ضد من يقولون إنهم يعرفون أين توجد الحقيقة أو معنى الحياة، كما يؤكد البابا بندكتس السادس عشر. وهذه الناحية الثانية تتعلق بشكل رئيس بالمجتمعات الغربية، وليس من قبيل الصدفة أنه بالإضافة إلى النقاش المتحدم في الولايات المتحدة حول المسائل الصحية، نشهد اليوم صدور الوثيقة الكندية التي تتطرق إلى هذه المسألة بشكل متزن، عميق وواسع الآفاق. إن هذه الوثيقة، قال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، ترمي إلى التأكيد على أهمية الحق في أن يتدخل الدين في الحياة العامة، وإلى الحفاظ على العلاقات الصحيحة والسليمة بين الكنيسة والدولة، وإلى تنشئة الضمائر على الحقيقة الموضوعية وأخيرا الدفاع عن الحق في الاستنكاف الضميري.

وأكد لومباردي أن المؤمن والكنيسة لا يبحثان إلا عن الخير العام، ولا بد أن يفعلا ذلك من دون أن يتعرض ضميرهما أو إيمانهما للعنف. وعلى زماننا أن يأخذ في الاعتبار الأوضاع الثقافية والاجتماعية الجديدة. وقداسة البابا يساعدنا على الغوص في العمق، في إطار حوار منفتح وبناء مع أبناء زماننا. والخطابان العظيمان اللذين ألقاهما في وستمنستر هول بلندن وفي البرلمان الألماني ليسا إلا مثالين نيّرين! وعلينا مواصلة السير على هذه الدرب.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.