2012-05-09 16:21:53

مداخلة الكاردينال بيتر توركسون أمام المشاركين في أعمال مؤتمر دولي حول الاتجار بالكائنات البشرية


نظم المجلس البابوي للعدالة والسلام يوم أمس الثلاثاء وبالتعاون مع مجلس أساقفة إنجلترا وبلاد الغال مؤتمرا دوليا حول الاتجار بالكائنات البشرية. الهدف من هذه المبادرة تسليط الضوء على الإسهام القيم الذي يمكن أن تقدمه الكنيسة إلى الجماعة الدولية في مجال مكافحة هذه الآفة الخطيرة والتصدي لها، وذلك بفضل جهود أكثر من مليار كاثوليكي حول العالم.

تخللت الأعمال مداخلة لرئيس هذا المجلس الحبري الكاردينال بيتر توركسون سلط فيها الضوء على عاملي الفقر والظلم اللذين يشكلان تربة خصبة لظاهرة العبودية بشتى أشكالها. قال نيافته على الرغم من مضى قرن تقريبا على سن القانون الدولي الذي تلته عشرات الاتفاقات والإعلانات العالمية ما تزال المعطيات المتعلقة بظاهرة الاتجار بالكائنات البشرية مثيرة للقلق لافتا إلى أن هذه الظاهرة المأساوية ما تزال تحصد ملايين الضحايا في عالمنا المعاصر. وتابع يقول: ليس من قبيل الصدفة أن الاتجار بالكائنات البشرية يعتبر ثاني أكبر نشاط إجرامي في العالم من حيث المردود، بعد الاتجار غير المشروع بالسلاح.

مضى الكاردينال توركسون إلى القول: ما يزال رجال ونساء وأطفال كثيرون يعيشون اليوم في أوضاع من العبودية. يتم شراؤهم وبيعهم كسلع. تُداس كرامتهم البشرية من قبل منظمات إجرامية تغتني من خلال الاتجار بالكائنات البشرية واستغلالها.

هذا ثم أكد رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام أن الكنيسة الكاثوليكية متنبهة لهذه الظاهرة الخطيرة مشيرا إلى أن القوانين الوطنية والدولية ـ وعلى الرغم من كونها أساسية ـ ليس كافية وحدها لاستئصال الشرور التي تعاني منها البشرية. ولفت إلى أن تعزيز الحقوق الأساسية لكل كائن بشري واجب يتطلب في المقام الأول توبة القلب.

وتابع توركسون مداخلته قائلا إن تحرير الضحايا من الاستغلال ليس كافيا إذ يتعين أن نرافق هؤلاء الأشخاص في مسيرة طويلة من إعادة التأهيل والاندماج الاجتماعي. ومن الأهمية بمكان أن يلتزم جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في بناء نظام اجتماعي دولي أكثر عدلا، كي لا يشكل الفقر وانعدام النمو أرضا خصبة لظاهرة الاتجار بالكائنات البشرية.

وختم مداخلته داعيا الجميع إلى عدم الاستسلام للإحباط إزاء هذه الظاهرة الأليمة مشيرا إلى وجود إنسانية أخرى تتألف من رجال ونساء، مواطنين وقادة سياسيين يكرسون حياتهم من أجل التصدي لآفة الاتجار بالكائنات البشرية، داعيا إلى مساندة تلك الجهود بغية التغلب على إحدى أكبر الآفات التي تعاني منها البشرية في عالم اليوم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.