2012-05-03 16:55:58

البابا يزور جامعة القلب الأقدس الكاثوليكية بروما لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس كلية الطب والجراحة "أغوستينو جيميلي"


قام البابا بندكتس السادس عشر صبح اليوم الخميس بزيارة إلى جامعة "القلب الأقدس" الكاثوليكية لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيس كلية الطب والجراحة التي تحمل اسم مؤسسها الأب أغوستينو جيميلّي.

لقي البابا استقبالا حارا من رئيس الجامعة وأساتذتها وطلابها، وتمت الزيارة بحضور رئيس مجلس النواب الإيطالي جان فرانكو فيني ووزيري الثقافة والصحة الإيطاليين. وجه الحبر الأعظم للحاضرين كلمة مسهبة أكد فيها أن الاكتشافات العلمية العديدة والتطورات التكنولوجية تشكل باعث فخر كبير لكنها في الوقت نفسه لا تخلو مما يدفع إلى القلق خصوصا إزاء "أزمة الفكر". إن الإنسان في عصرنا يتأثر جدا بالنسبية التي تؤدي إلى فقدان معنى ومعزى الأشياء. فيصبح الفكر ضعيفا ويحمل معه فقرا خلقيا وأدبيا. ومن هذا المنطلق من الأهمية بمكان أن تعيد الثقافة اكتشاف معنى وديناميكية البعد المتسامي للإنسان لأنه يبقى بحاجة إلى الله.

بعدها توقف بندكتس السادس عشر عند العلاقة والتفاعل الخصب بين العلم والإيمان اللذين يتكاملان. وأكد أن دين "الكلمة" أي الدين المسيحي لا يربط الإيمان بما هو لا عقلاني بل يربط مصدره بالعقل الخالق الذي تجلى محبة بواسطة المسيح المصلوب ودعا الجميع إلى اتباع الرب الذي قال عن نفسه "أنا الطريق والحق والحياة". وأشار البابا إلى أن الإنسان يجد في يسوع المسيح إجابة على كل تطلعاته. إنجيل الحياة ينير طريق الإنسان الوعرة ويذكّره بأن حياة الإنسان جاءت من الله، إنها هبته، وصورته وبصمته! ومن خلال صليب المسيح تجلت محبة الله حيال البشر.

تابع البابا يقول: ينبغي أن ينير العلم والعقل البحث، ويرتقيا به كجناحين دون أن يخرج الإنسان عن تواضعه لأنه مدعو على الدوام لإدراك الحدود البشرية. بهذه الطريقة يصبح البحث عن الله خصبا وخميرة لأنسنة حقة. لذا أيها الأصدقاء الأعزاء دعوا الحكمة الآتية من العلى والمعرفة التي ينيرها الإيمان تقودان خطواتكم.

هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن جامعة القلب الأقدس الكاثوليكية وقال إنها تعيش وفقا للتقاليد والتعاليم المسيحية من خلال نشاطها اليومي المتمثل بالبحوث والتعليم والدرس. ولفت إلى أن هذا النهج يتطلب الانفتاح على الحوار الذي يشهد لخصب إرث الإيمان ويسمح بدخول الهوية المسيحية إلى الحياة اليومية.

وذكّر بندكتس السادس عشر الحاضرين بأن كلية الطب الكاثوليكية تشكل مكانا لا نتوقف فيه عند الشعارات بل نذهب إلى أبعد من ذلك، إلى تكريس الذات للآخرين في حياتنا اليومية. وفيما كان الأب أغوستينو جيميلي يحلم بتأسيس كلية طب وجراحة تكون كاثوليكية حقا كان يشدد على أهمية أن يشكل الشخص البشري محورها، في ضعفه وعظمته.

بعدها توجه البابا إلى المرضى المتواجدين في مستشفى جيميلي وأعرب عن قربه منهم بالصلاة وأكد لهم أنهم سيحظون على الدوام بالعطف والمحبة لأن وجه المسيح المتألم ينعكس على وجوههم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.