2012-04-29 11:54:05

البابا يترأس قداسا إلهيا في البازيليك الفاتيكانية يمنح خلاله السيامة الكهنوتية تسعة شمامسة من أبرشية روما


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد في البازيليك الفاتيكانية قداسا إلهيا منح خلاله السيامة الكهنوتية تسعة شمامسة من أبرشية روما، عاونه فيه نائبه العام على الأبرشية الكاردينال أغوستينو فاليني. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للأب الأقدس تحدث فيها عن معنى هذا التقليد الروماني حيث يُحتفل بسيامات كهنوتية في الأحد الرابع لعيد الفصح المعروف بـ"أحد الراعي الصالح" وحث الكهنة الجدد على أن يضعوا هذه الصورة أمام أعنيهم ويتمثلوا بالمسيح في كل يوم من أيام حياتهم.

بعدها توقف البابا عند إنجيل هذا الأحد، ولفت إلى أن المسيح يقول عن نفسه "أنا الراعي الصالح" وأضاف أن الراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل الخراف (يوحنا 10، 11). وذكّر بأن يسوع هو الراعي الصالح والكاهن الأعظم الذي بذل حياته من أجلنا. وتابع بندكتس السادس عشر يقول إن كتاب أعمال الرسل يحدثنا عن القديس بطرس الذي قال إن يسوع هو الحجر الذي رذله البناؤون فأصبح حجر الزاوية ويضيف مؤكدا أنه لا يوجد خلاص إلا بالمسيح.

لقد عاش يسوع هذه الخبرة بعد أن رذله قادة شعبه فأصبح أساس هيكل جديد، وشعب جديد يرفع التمجيد للرب. وأكد البابا أن كوننا أبناء الله هو ثمرة عمل المسيح الخلاصي. فمن خلال تجسده وموته وقيامته من بين الأموات وبواسطة هبة الروح القدس، أدخل المسيح الإنسان في علاقة جديدة مع الله، في علاقته هو مع أبيه. ولهذا السبب عندما قام يسوع من الموت قال لتلاميذه "أنا ذاهب إلى أبي وأبيكم، إلى إلهي وإلهكم".

بعدها توجه الحبر الأعظم إلى الكهنة الجدد وقال لهم إن الراعي الصالح يريد أن يقودنا في هذا الاتجاه، والكاهن مدعو إلى قيادة المؤمنين الموكلين إلى رعايته. فلنعد إذا إلى الإنجيل، وإلى مثل الراعي الذي يبذل حياته في سبيل الخراف (يوحنا 10، 11). لقد كرر المسيح هذه الفكرة ثلاث مرات قبل أن يقول: "إِنَّ الآبَ يُحِبُّني لأنِّي أَبذِلُ نَفْسي لأَنالَها ثانِيَةً ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنِّي ولكِنِّي أَبْذِلُها بِرِضايَ. فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً وهذا الأَمرُ تَلَقَّيتُه مِن أَبي" (يوحنا 10، 17-18). لقد تحقق هذا الكلام في يسوع المسيح الذي ضحى بحياته من أجلنا، تحقق في سر الصليب!

ولفت البابا إلى أن الكاهن هو من يلج سر التضحية هذا من خلال اتحاده الشخصي مع المسيح ليتابع رسالته الخلاصية. هذا الاتحاد يتحقق من خلال سر الكهنوت. وشدد الأب الأقدس على أهمية احتفال الكاهن بسر الإفخارستية الذي يشكل جوهر نشاطه الرعوي مؤكدا أن الكاهن مدعو إلى عيش خبرة المسيح أي إلى تكريس الذات بالكامل لشفاء الإنسان في علل الجسد والروح وصولا إلى بذل الذات من أجل البشر.

وختم بندكتس السادس عشر عظته متوجها إلى الكهنة الجدد وقال: "فلتنر كلمة الله حياتكم كلها. وعندما يصبح حِمل الصليب ثقيلا فاعلموا أن هذه هي اللحظة الأثمن لكم وللأشخاص الموكلين إليكم". وذكّرهم البابا بأن الكاهن يتعاون مع المسيح ـ الكاهن الأعظم والراعي الصالح ـ في رعاية الخراف وسأل العذراء مريم أن تبقي عينا ساهرة على كل واحد منهم على الدوام.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.