2012-04-26 13:43:03

رئيس الأساقفة تومازي يطالب بأن يرتكز الاقتصاد الجديد إلى مبادئ العدالة الاجتماعية والقيم الخلقية


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال المؤتمر الوزاري الثالث عشر للأونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) المنعقد حاليا في العاصمة القطرية الدوحة. أكد ممثل الكرسي الرسولي أن الهدف الأخيرة للاقتصاد هو أن يضع نفسه في خدمة النمو المتكامل للكائن البشري. وذكّر بأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني شدد على أن قيمة العمل تعزز وتقوي الكرامة البشرية.

اعتبر رئيس الأساقفة تومازي أن الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة أظهرت بوضوح أن النماذج الاقتصادية الحالية لا تتلاءم مع الواقع وتشكل الأزمة بالتالي فرصة لإعادة النظر في الأنظمة الاقتصادية ووضع معايير جديدة لها. وتمنى مراقب الكرسي الرسولي أن يرتكز الاقتصاد الجديد إلى مبادئ العدالة الاجتماعية والقيم الخلقية، شأن الشفافية والنزاهة والتضامن والمسؤولية. وأكد أن وضع الإنسان في صلب هذه السياسات يحول دون نشوب أزمات جديدة ويوفر في الوقت نفسه الحماية للنسيج الاجتماعي والبيئة من تبعات الأزمة الراهنة.

ذكّر رئيس الأساقفة تومازي بأن جذور الأزمة الراهنة ليست اقتصادية أو مالية وحسب إنما تحمل أيضا طابعا أدبيا وخلقيا، كما أكد البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة" وبغية تخطيها يتعين علينا أن نضع الإنسان في المقام الأول لا الربح المادي.

ولفت مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف إلى أن جميع الدول، لاسيما تلك المتقدمة، تدفع ثمنا باهظا لهذه الأزمة على الأصعدة الاجتماعية والثقافية، لأنها قامت بتهميش البعد الخلقي. وأكد أن جميع الأشخاص، وفي مختلف أنحاء العالم، يتقاسمون الاحتياجات والرغبات والتطلعات نفسها، فالنمو ليس مفهوما اقتصاديا وحسب بل يشكل أيضا محاولة لتلبية هذه الأهداف بدون استثناء أي شطر من المجتمع، خصوصا الشرائح الأكثر تهميشا.

وختم مداخلته مسطرا الدور "الإستراتيجي" الذي تضطلع به التربية في هذا المجال لأنه أساسي من أجل بناء مستقبل المجتمعات، ودعا أيضا منظمة الأمم المتحدة والجماعة الدولية إلى معالجة المشاكل المرتبطة بالحق في الحصول على الطعام، وفي طليعتها مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.