2012-04-17 15:01:44

مؤتمر صحفي في الفاتيكان لتقديم مؤتمر دولي حول موضوع "قسطنطين الكبير. عند جذور أوروبا"


عُقد صباح اليوم الثلاثاء في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني بدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي لتقديم مؤتمر دولي بعنوان "قسطنطين الكبير. عند جذور أوروبا"، تنظمه اللجنة الحبرية للعلوم التاريخية لمناسبة الذكرى المئوية السابعة عشرة لمعركة "بونتيه ميلفيو" وارتداد الإمبراطور قسطنطين. ستبدأ أعمال المؤتمر يوم غد الأربعاء في قاعة السينودس بالفاتيكان وتستغرق حتى الحادي والعشرين من أبريل نيسان الجاري ويشارك فيها رئيس اللجنة الحبرية للعلوم التاريخية الأب برنارد أردورا، ومدير صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية البروفيسور جوفاني ماريا فيان.

تخللت المؤتمر الصحفي مداخلة للأب أردورا الذي أكد أن أعمال المؤتمر جاءت ثمرة لتعاون علمي وثيق مع المؤسسات الثقافية، خاصا بالذكر الأرشيف الفاتيكاني السري والمكتبة الرسولية الفاتيكانية والمجلس الوطني للبحوث في إيطاليا وجامعة القلب الأقدس الكاثوليكية في ميلانو، وأشار أيضا إلى الإسهام الذي قدمه في هذا المجال إقليم لاتسيو الإيطالي وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى الكرسي الرسولي وجامعة اللاتيران الحبرية بروما.

تابع الأب أردورا مداخلته مؤكدا أن الأعمال ستسلط الضوء على الإطار العام الذي عاش فيه الإمبراطور قسطنطين بدءا من تربيته وعلاقة المسيحيين بالإمبراطورية الرومانية في تلك الحقبة أي قبل العام 313 ميلادي. وأشار إلى أن الباحثين سيلقون الضوء أيضا على العلاقة بين الدين والدولة والحرية الدينية في ظل الإمبراطورية الرومانية والدين من وجهة نظر الإمبراطور ومجلس الشيوخ الروماني.

ستتناول المداخلات أيضا ارتداد قسطنطين، معموديته وموقفه من المسيحيين في أعقاب معركة "بونتيه ميلفيو" التي انتهت في الثامن والعشرين من تشرين الأول أكتوبر 312 وشكلت رمزا لولادة عالم جديد، أبصر النور من خلال لقاء الإمبراطور قسطنطين مع المسيحية ونهاية اضطهاد المسيحيين وبزوغ فجر الكرازة بالإنجيل في الإمبراطورية الرومانية كلها.

مع بداية تلك الحقبة الجديدة ـ تابع الأب أردورا يقول ـ تفتحت في أوروبا براعم قيم الكرامة البشرية والفصل والتعاون بين الدين والدولة، حرية الضمير وحرية الدين والعبادة. وأصبح هذا الواقع جزءا لا يتجزأ من الإرث الثقافي والإنساني لأوروبا مع أنه نضج بعد قرون طويلة. وكان قسطنطين إمبراطورا عظيما نجح في جمع الإمبراطورية الرومانية حول شخصه وأنشأ القسطنطينية، روما الجديدة. وأصبح على مر العصور أيقونة لهذا العالم الجديد، أي أوروبا المسيحية التي نحن اليوم ورثتها.

وختم رئيس اللجنة الحبرية للعلوم التاريخية مداخلته مشيرا إلى أنه سيتخلل أعمال المؤتمر عرض لفيلم "قسطنطين الكبير" الذي أخرجه ليونيلو ديه فيليشيه في العام 1960 ويشكل شهادة معاصرة لبقاء شخصية الإمبراطور قسطنطين واستمرارها في الثقافة والفن.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.