2012-04-09 15:14:33

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء"


أطل البابا بندكتس السادس عشر ظهر الاثنين من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي الصيفي بكاستيل غندولفو ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين صلاة "افرحي يا ملكة السماء". قال البابا:

يوم الاثنين التالي لعيد الفصح هو يوم عطلة في العديد من الدول حيث يقوم الأشخاص بنزهة في الطبيعة أو يزورون الأصدقاء والأقارب. لكن أود أن يبقى حيا في عقول وقلوب المسيحيين سبب هذه العطلة، ألا وهو قيامة الرب يسوع من بين الأموات، السر المقرر بالنسبة لإيماننا. وكما يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس "وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم" (1 كورنثوس 15، 14). فمن الأهمية بمكان أن نقرأ في هذه الأيام أحداث القيامة كما وردت في الأناجيل الأربعة. إنها روايات تخبر ـ بطرق مختلفة ـ عن لقاء التلامذة مع يسوع القائم من الموت، وتتيح لنا بالتالي التأمل بهذا الحدث المذهل الذي بدل التاريخ وأعطى معنى لوجود الإنسان.

لم تتحدث الأناجيل عن حدث القيامة بحد ذاته الذي يبقى بعيدا عن معرفتنا، مع أنه واقعي. وكأنه نور قوي جدا لا يسعنا النظر إليه بأعيننا كي لا نصاب بالعمى. روايات الأناجيل تتحدث عن اليوم التالي للسبت، عندما توجهت المرأتان إلى القبر ووجدتاه فارغا. القديس متى يتحدث أيضا عن زلزال وعن ملاك دحرج حجر القبر وجلس عليه. عندما تلقت المرأتان من الملاك خبر القيامة هرعتا بخوف وفرح إلى التلاميذ لتخبرانهم بما حصل، وفي تلك اللحظة التقتا بيسوع وسجدتا أمام قدميه وقال لهما: "لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني" (متى 28، 10). خصصت جميع الأناجيل فسحة كبيرة لظهور المسيح للنساء اللواتي كن أيضا شاهدات على آلامه وموته. في ذلك الزمان لم تكن شهادة المرأة ذي قيمة من الناحية الرسمية والقانونية، لكن النساء عشن خبرة علاقة خاصة مع الرب، والتي كانت أساسية بالنسبة لحياة الجماعة المسيحية، وهذا أمر حصل على مدى العصور.

النموذج المثالي لهذه العلاقة، وخصوصا في سرها الفصحي، هي بالطبع مريم العذراء، والدة الرب. من خلال خبرة الفصح أصبحت العذراء مريم أم الكنيسة أيضا، أي أما لكل المؤمنين وللجماعة المسيحية بأسرها. نتوجه إليها اليوم كملكة السماء ونرفع إليها صلاة "افرحي يا ملكة السماء" خلال الزمن الفصحي. ونسألها أن تتيح لنا اختبار الحضور الحي للرب القائم من الموت، ينبوع الرجاء والسلام.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.