2012-04-04 14:57:46

الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة


عقد المطارنة الموارنة صباح اليوم الأربعاء اجتماعهم الشهري في بكركي ـ لبنان برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير وحضور الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، تدارسوا خلاله شؤونا كنسية ووطنية، وأصدروا البيان التالي:

هنأ الآباء صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى بمناسبة انقضاء سنة على توليه السدة البطريركية متمنّين لغبطته سنين طويلة زاخرة بالعطاء في تكريس "الشركة والمحبة" على الصعد الكنسية والوطنية كافة.

أعرب الآباء عن حزنهم الشديد لوفاة الأنبا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر، وهو شخص عرف بتقواه، وسعة ثقافته، ومواقفه الجريئة، وبحكمته في التعاطي مع الأحداث. وهم يسألون الله أن يمنح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عزاء الإيمان بفقده، والتوفيق في اختيار خلف صالح له يكمّل المسيرة.

رفع الآباء الصلاة في الاجتماع لراحة نفس المثّلث الرحمة المطران يوحنا شديد وقدّموا تعازيهم لذويه ولأبرشية سيدة لبنان لوس أنجلس كهنة ومؤمنين.

ثمن الآباء اللقاء التشاوري بين رؤساء الطوائف اللبنانية الذي عُقد في الصرح البطريركي في بكركي، وسعى إلى نشر روح الوحدة والتفاهم والالفة الذي ساده في صفوف المواطنين، وأيّدوا اقتراح عقد قمة روحية على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط لتثبيت العيش المشترك الإسلامي المسيحي.

أعرب الآباء عن قلقهم لتصعيد لهجة الخطاب السياسي وجنوحه مرة جديدة إلى التعرض لكرامات الأشخاص، وكانت قد تمت الموافقة على ميثاق شرف يُسهم في ارتقاء هذا الخطاب. وهم يهيبون بالجميع الالتزام بالموضوعية في مقاربة القضايا، وتغليب لغة الحوار والخير العام على ما عداه من خيور ومصالح.
بالرغم من الأجواء الضاغطة المحيطة بلبنان، وتأثير التحولات السياسية في المنطقة على الداخل اللبناني، وازدياد انقسام الآراء بشأنها، عبر الآباء عن ارتياحهم للمبادرات المتعددة والمتنوعة التي تعمل على درء انعكاساتها السلبية في الواقع الوطني وعلى تأكيد خيار اللبنانيين النهائي بالتمسك بلبنان ارض الحوار بين الحضارات والديانات، وبنموذجية العيش المشترك بين أبنائه.

توقف الآباء عند ضرورة الإسراع في بت قانون استرداد الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، تأمينا لحقهم الشرعي الذي تكفله القوانين الدولية والدستور اللبناني، ولمشاركتهم في صنع مستقبل هذا الوطن.

يحذر الآباء من الوضع الاقتصادي والمعيشي المتفجر ونتائجه الوخيمة على اللبنانيين والدولة اللبنانية. وهم يدعون المسؤولين إلى ضرورة تغليب مبدأ الخير العام على ما سواه، وانتهاج سياسة اقتصادية واضحة، واعتماد معالجات حازمة تمليها حقوق المواطنين وخير البلاد ونموها. وهذا يرتبط بسلسلة خطوات لا بديل منها كملء الشواغر في الإدارات العامة على أساس الكفاءة، وتحصين القضاء، وتحفيز القطاعات الإنتاجية، وضبط المرافىء، وتشديد الرقابة وعدم التساهل مع المخلين بالأمن الاقتصادي والغذائي والإيفاء بواجبات الدولة المالية نحو المؤسسات الخاصة الإستشفائية والتربوية والاجتماعية.

في هذا الأسبوع المقدس الذي تتأمل فيه الكنيسة بآلام السيد المسيح وموته وقيامته، يدعو الآباء المؤمنين إلى وعي قيمة جهادهم الخلاصي على الأرض، ويتمنون لهم فصحا مجيدا يقودهم إلى حياة جديدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.