2012-04-03 15:49:03

رسالة البابا بندكتس السادس عشر إلى أسقف أسيزي بمناسبة سنة القديسة كلارا


وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى المطران دومينيكو سورّينتينو أسقف مدينة أسيزي الإيطالية بمناسبة سنة القديسة كلارا التي تحتفل خلالها كنيسة أسيزي ـ لاسيما راهبات الكلاريس والرهبان الفرنسيسكان، بالذكرى المئوية الثامنة "لاهتداء" القديسة كلارا وتكرسها ـ عبر فيها عن فرحه وقال: منذ خيارها الجذري للمسيح، تتكلم القديسة كلارا بذاتها في وصيتها، بتعابير "الاهتداء" الذي عاشته مع عيد الشعانين، بعد مرور ست سنوات على اعتناق فرنسيس الشاب طريق القداسة وحيث وجد دعوته في خدمة البرص: وجه المسيح المتألم. إن سنيّ حياته الأولى لم تخلُ من المصاعب والمرارة، غير أن كثيرين بدأوا التفكير، بينهم كلارا الشابة التي تأثرت أيضا بتلك الشهادة.

تابع البابا يقول بحسب وصية القديسة كلارا، لقد تنبأ القديس فرنسيس حول مسيرة ابنته الروحية الأولى وأخواتها. فبينما كان يعمل على ترميم كنيسة القديس داميان، حيث كلمه المصلوب، أعلن أن هذا المكان ستسكنه نساء سوف يمجّدن الله من خلال عيش حياة القداسة. فعينا المسيح اللتان جذبتا قلب القديس فرنسيس، أصبحتا "مرآة" القديسة كلارا، وفقير أسيزي قد أراها جمالا أسمى يُقاس بنمو حياة محبة حقيقية على خطى المسيح المصلوب، فاستنار قلبها بهذا البهاء ما أعطاها الشجاعة لتبدأ حياة توبة.

أضاف الأب الأقدس: تُظهر حياة كلارا، كما حياة فرنسيس جانبا كنسيا مميزا، فالمحبة والطاعة للكنيسة اللتان تطبعان الروحانية الفرنسيسكانية – الكلاريسية تجد جذورها في خبرة الجماعة المسيحية في أسيزي التي ربّتهما على الإيمان ورافقتهما على طريق القداسة.

إن "اهتداء" القديسة كلارا في معناه العميق، تابع البابا يقول، هو اهتداء إلى الحب، فلن تملك بعد الآن ملابس نبلاء أسيزي الفاخرة، وإنما أناقة روح تعيش في تسبيح الله وعطية الذات. وفي فسحة دير القديس داميانو الصغيرة، في مدرسة يسوع الافخارستيا، راحت تنمو يوما بعد يوم ملامح أخوة مبنية على محبة الله والصلاة، الالتزام والخدمة.

تابع الأب الأقدس يقول: لا يمكننا إلا أن نقدم مثال كلارا وفرنسيس لشباب اليوم. إن الزمن الذي يفصلنا عن حياة هذين القديسين لا يخفف من سحرهما بل على العكس يمكننا أن نرى آنيته أمام الأوهام والخيبات التي تطبع غالبا حياة شباب اليوم. وأضاف: هناك أيضا شباب في يومنا هذا يقبلون دعوة الاتكال على المسيح والمواجهة بشجاعة ومسؤولية ورجاء مسيرة الحياة من خلال التخلي أيضا عن كل شيء لإتباعه في الخدمة الكاملة له وللإخوة.

هذا وتابع البابا يقول إن قصة كلارا وفرنسيس هي دعوة للتفكير حول معنى الوجود والبحث عن الله سرّ الفرح الحقيقي، وهي علامة ملموسة على أن من يتمم مشيئة الرب ويثق به يجد الكنز الحقيقي القادر على إعطاء معنى لكل شيء.

وختم البابا بندكتس السادس عشر رسالته بمناسبة سنة القديسة كلارا موجها تحية إلى راهبات الكلاريس اللواتي يظهرن يوميا جمال الحياة التأملية لدعم مسيرة شعب الله والفرنسيسكان في كل العالم والشباب الكثيرين الذين يبحثون ويحتاجون للنور، وتمنى أن يتمكن شباب اليوم من أن يكتشفوا دائما هاتين الشخصيتين المضيئتين في سماء الكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.