2012-04-01 15:40:01

البابا بندكتس السادس عشر يترأس قداس أحد الشعانين في ساحة القديس بطرس ويدعو الشباب لإتباع يسوع، الفرح الحقيقي


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم قداس أحد الشعانين في ساحة القديس بطرس، بارك خلاله سعف النخيل وأغصان الزيتون، بحضور حشد غفير من المؤمنين والحجاج، قدموا من أنحاء مختلفة من العالم، واستهل عظته قائلا إن أحد الشعانين هو المدخل الكبير للأسبوع المقدس، وأشار إلى أن مرقس الإنجيلي يخبرنا بأن يسوع، وبينما هو خارج من أريحا ومعه تلاميذه وجمع كثير، كان برطيماوس وهو شحاذ أعمى، جالسا على جانب الطريق. فلمّا سمع بأنه يسوع الناصري، أخذ يصيح "رحماك يا ابن داود، يا يسوع!"، فانتهره أناس كثيرون ليسكت، فصاح أشدّ الصياح "رحماك يا ابن داود!"، فوقف يسوع وقال "ادعوه" وسأله "ماذا تريد أن أصنع لك؟"، فقال له الأعمى "رابوني أن أبصر"، فقال له يسوع "اذهب! إيمانك خلّصك"، فأبصر من وقته وتبعه في الطريق.

وبعد أن توقف في عظته عند دخول يسوع أورشليم، وهتاف الذين تبعوه "هوشعنا! تبارك الآتي باسم الرب!" قال البابا إن النظرة التي يلقاها المؤمن من المسيح هي نظرة البركة: نظرة حكيمة ومحبة، قادرة على فهم جمال العالم والشفقة على ضعفه، وذكّر بهذا الصدد بما جاء في سفر الحكمة "لكنك ترحم جميع الناس لأنك على كل شيء قدير وتتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا. فإنك تحب جميع الكائنات ولا تمقت شيئا مما صنعت. إنك تشفق على كل شيء لأن كل شيء لك أيها السيد المحب للحياة".

وأضاف بندكتس السادس عشر أننا مدعوون لإتباع ملكنا الذي اختار الصليب عرشا، وتوجه إلى الشباب المحتشدين في ساحة القديس بطرس، حيث يحتفل في أحد الشعانين بيومهم العالمي على صعيد أبرشي، بالقول: فليكن أحد الشعانين بالنسبة لكم يوم القرار، قرار قبول الرب وإتباعه حتى النهاية، قرار جعل فصح موته وقيامته معنى حياتكم المسيحية. فهذا هو القرار الذي يقود للفرح الحقيقي.

وذكر الأب الأقدس بالتالي بعنوان رسالته لهذا اليوم العالمي السابع والعشرين للشباب على صعيد أبرشي "افرحوا في الرب دائما"، وأضاف أن القديسة كلارا، ومنذ ثمانمائة عام، ومن خلال إتباع مثل القديس فرنسيس ورفاقه الأوائل، تركت بيتها الوالدي يوم أحد الشعانين بالذات، كي تكرس حياتها بكليتها للرب: كانت في الثامنة عشرة من عمرها، وتحلت بشجاعة الإيمان والمحبة، ووجدت في المسيح الفرح والسلام.

ودعا البابا في عظته إلى التحلي بشعورين اثنين خلال هذه الأيام: التسبيح على غرار الذين استقبلوا يسوع في أورشليم هاتفين "هوشعنا"، وفعل الشكر، لأنه، وفي هذا الأسبوع المقدس، سيجدد الرب يسوع العطية الأكبر: سيعطينا حياته، محبته. وأمام هذه العطية ـ مضى الأب الأقدس إلى القول ـ علينا أن نجاوب بطريقة ملائمة، أي أن تكون حياتنا في شركة محبة عميقة مع المسيح.

وفي كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي، ومع اختتام القداس الاحتفالي في أحد الشعانين، حيا البابا جميع الحاضرين خاصا بالذكر اللجنة المنظمة لليوم العالمي للشباب في مدريد (2011) واللجنة التي تعد حاليا اليوم العالمي المرتقب في مدينة ريو دي جانييرو البرازيلية العام القادم، كما ووجه الأب الأقدس تحية للمشاركين في اللقاء الدولي حول الأيام العالمية للشباب الذي نظمه المجلس البابوي للعلمانيين، برئاسة الكردينال ستانيسلاو ريلكو.








All the contents on this site are copyrighted ©.