الكاردينال بياشنسا يشارك في لقاء نظمته السفارة الإيطالية لدى الكرسي الرسولي بعنوان "الحرية الدينية: هدف والتزام مشترك"

أكد رئيس مجمع الإكليروس ورئيس هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" الكاردينال ماورو بياشينسا أن هذه الهيئة الكاثوليكية سعت على الدوام إلى تعزيز الحرية الدينية. جاءت كلماته خلال مشاركته في لقاء بعنوان "الحرية الدينية: هدف والتزام مشترك" عُقد أمس الجمعة في مقر سفارة إيطاليا لدى الكرسي الرسولي بحضور أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران دومينيك مامبيرتي ووزير خارجية إيطاليا جوليو تيرسي دي سانت أغاتا بالإضافة إلى عمدة روما جانّي أليمانو. وتم خلال اللقاء تقديم "المرصد الدائم للحرية الدينية" الذي أُنشأ برغبة من وزارة الخارجية الإيطالية وبلدية روما.

في كلمة ألقاها للمناسبة توقف الكاردينال بياشنسا عند "ركيزتي" ممارسة الحرية الدينية وهما العقل والحقيقة لافتا إلى أن هذين المبدأين يضطلعان بدور رئيس في العلاقة الحساسة بين الثقافة المهيمنة والحرية الدينية. وأضاف أن النسبية تريد التخلي عن العقل والحقيقة وهي لا تحترم بالتالي الحرية الدينية. أكد نيافته على أهمية مبدأ الفصل بين الدين والدولة استنادا إلى الآية الإنجيلية "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، ولفت إلى أن هذه المقولة تشير إلى الفصل بين الشؤون المدنية والدينية لكنها في الوقت نفسه تشير إلى وجود الله، وهي نقطة غالبا ما تغيب عن أذهان البعض.

وشدد رئيس هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" على أن الإيمان الذي لا ينبع من حرية الإنسان، بل يأتي ثمرة للإكراه أو حتى للعنف يفقد معناه، ويتحول إلى انضمام ظاهري لهذه العقيدة أو تلك ولا يمت بصلة إلى الإيمان الحقيقي والأصيل. وتابع مؤكدا أن الحرية الدينية مرتبطة بالعلاقة بين الإنسان والله، وهو أهم عناصر الوجود البشري، ولهذا السبب بالذات تُعبر أم جميع الحريات.

وأضاف الكاردينال بياشنسا قائلا إن الهيئة الكاثوليكية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الحرية الدينية وذلك من خلال مساعدة الجماعات الكنسية المتألمة ـ وهو ما يميز نشاط الهيئة ـ بالإضافة إلى التزامها في مجال التنشئة والكرازة بالإنجيل. وختم قائلا: إن دعم تنشئة الكهنة والرهبان والراهبات ودعم المدارس الكاثوليكية في الدول التي تعاني فيها الحريات الدينية من القيود هما بمثابة بذرة خصبة لاحترام ملائم لهذه الحاجة الإنسانية والإقرار بالإسهام الذي يقدمه من يتمتعون بهذا الحق في نمو المجتمع وتقدمه.