2012-03-29 14:08:51

لقاء البابا بندكتس السادس عشر مع فيديل كاسترو. لومباردي يقول: الهدف من زيارتي يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر إلى كوبا تشجيع الكنيسة المحلية وبعث الرجاء في قلبها


قبل مغادرته كوبا أمس الأربعاء التقى البابا بندكتس السادس عشر في العاصمة هافانا الزعيم الكوبي فيديل كاسترو. استغرق اللقاء نصف ساعة تقريبا وعُقد في مقر السفارة البابوية في هافانا في أعقاب القداس الإلهي الذي احتفل به الحبر الأعظم في ساحة الثورة "بلازا دي لا ريفولوسيون" بحضور مئات آلاف المؤمنين. قال الزعيم الكوبي كاسترو إنه كان يرغب بشدة أن تطوب الأم تيريزا دي كالكوتا التي قامت بأعمال خير كبيرة لكوبا كما أعرب عن رغبته الشديدة في تطويب البابا يوحنا بولس الثاني.

أما البابا بندكتس السادس عشر فأعرب من جانبه عن فرحته الكبيرة بهذه الزيارة وعن سروره إزاء الاستقبال الحار الذي لاقاه في الجزيرة، فيما أكد فيديل كاسترو أنه تابع الزيارة الرسولية من خلال شاشات التلفزة. البابا الذي سيحتفل بعيد ميلاده الخامس والثمانين في السادس عشر من أبريل نيسان المقبل قال لمحاوره البالغ من العمر ستة وثمانين عاما: "أنا رجل متقدم في السن لكن باستطاعتي أن أقوم بواجبي".

الرئيس الكوبي السابق طرح بعض الأسئلة على البابا تتعلق بالتبدلات التي طرأت على ليتورجية الكنيسة الكاثوليكية وبدور الحبر الأعظم الذي رد على هذه الأسئلة متحدثا عن زياراته الرسولية ولقاءاته مع مختلف الشعوب وعن خدمته للكنيسة الجامعة. وأشار كاسترو إلى الصعاب الراهنة في الزمن المعاصر فيما تطرق البابا إلى غياب الله عن عالمنا وعدم الإقرار به وعن الأهمية الأساسية للعلاقة بين الإيمان والعقل. وفي ختام اللقاء طلب الزعيم فيديل كاسترو من الحبر الأعظم أن يرسل له كتبا تساعده على التعمق بالمسائل التي أثارها خلال لقائه مع البابا الذي رد قائلا إنه سيفكر بالنصوص التي سيرسلها له. هذا ثم عرّف فيديل كاسترو البابا على عقيلته داليا وابنيه.

بالمقابل وفي حديث لمراسل القسم الإيطالي في هافانا قال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فدريكو لومباردي إن الهدف من زيارتي البابوين يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر إلى كوبا هو تشجيع الكنيسة المحلية وبعث الرجاء في قلبها كي تقدم إسهامها في المجتمع خصوصا في مجالي التربية والنشاطات الخيرية بشكل يعود بالفائدة على الشعب الكوبي بأسره. وفي هذا الإطار ـ قال لومباردي ـ تندرج النداءات التي أطلقها البابا إلى السلطات الكوبية حاثا إياها على خلق فسحات جديدة للحريات الدينية.

الزعيم الكوبي فيديل كاسترو التقى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني مرتين: كان اللقاء الأول في العام 1996 بالفاتيكان، واللقاء الثاني في كوبا خلال زيارة البابا فويتيوا التاريخية للجزيرة في العام 1998. وقد أعرب مؤخرا عن رغبته في لقاء البابا بندكتس السادس عشر تماما كما فعل مع سلفه البابا يوحنا بولس الثاني. قال كاسترو: "قررت أن أطلب من البابا أن يمنحني بضع دقائق من وقته، على الرغم من برنامج الزيارة الحافل، عندما علمت أنه يرغب هو أيضا في عقد هذا اللقاء البسيط والمتواضع".

يشار إلى أن مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فدريكو لومباردي ـ وفي مقابلة مع راديو الفاتيكان ـ رد على سؤال بشأن أنباء تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول لقاء محتمل بين البابا والزعيم فيديل كاسترو وأكد أن زيارة البابا إلى كوبا هي زيارة حج في المقام الأول لكن الحبر الأعظم أبدى استعداده للقاء الرئيس فيديل كاسترو كشخصية اضطلعت بدور هام في تاريخ الأمة الكوبية.








All the contents on this site are copyrighted ©.