2012-03-26 22:03:11

زيارة البابا بندكتس السادس عشر الرسولية إلى المكسيك وكوبا. مراسم استقبال الحبر الأعظم في مطار سانتياغو دي كوبا الدولي


جرت على أرض مطار سانتياغو دي كوبا الدولي مراسم استقبال البابا بندكتس السادس عشر بحضور كبار القادة المدنيين والدينيين يتقدمهم الرئيس الكوبي راوول كاسترو ورئيس أساقفة سانتياغو دي كوبا المطران غوليرمو غارسيا إبانييس. تخللت مراسم الاستقبال كلمة للحبر الأعظم استهلها موجها تحياته الحارة إلى السلطات الكوبية وأعضاء السلك الدبلوماسي، ثم تذكّر زيارة سلفه البابا يوحنا بولس الثاني إلى الجزيرة التي تركت أثرا عميقا في نفوس الكوبيين إذ شكل مثاله وتعاليمه قدوة نيرة توجه أشخاصا كثيرين ـ مؤمنين كانوا أم غير مؤمنين ـ في حياتهم الشخصية وفي التزامهم في خدمة الخير المشترك للأمة. أكد بندكتس السادس عشر أن زيارة سلفه إلى كوبا أعطت دفعا قويا للكنيسة المحلية وساهمت في إيقاظ الضمائر على أهمية الإيمان وتشجيع الأشخاص على الانفتاح على المسيح وشكلت أيضا حافزا للعمل بجرأة من أجل مستقبل أفضل. وأشار البابا إلى أن إحدى أهم الثمار التي تركتها زيارة يوحنا بولس الثاني لكوبا كانت بداية مرحلة جديدة من العلاقة بين الكنيسة والدولة الكوبية في إطار روح من التعاون والثقة على الرغم من وجود بعض الحواجز الواجب تخطيها خصوصا فيما يتعلق بالدور الواجب أن يضطلع به الدين في الحياة العامة.

بعدها تحدث البابا عن الاحتفالات لمناسبة الذكرى المؤية الرابعة لاكتشاف صورة عذراء المحبة في كوبريه الحاضرة منذ زمن بعيد في الحياة الشخصية للكوبيين كأم لهم. وأشار إلى أن إكرام العذراء مريم كان دعامة للإيمان وشجع على الدفاع عن كل ما من شأنه أن يوفر حياة كريمة للإنسان ويصون حقوقه الأساسية. وقال بندكتس السادس عشر إنه ينوي أن يطلب شفاعة العذراء ويسألها أن تقود خطى هذه الأمة على درب العدالة والسلام والحرية والمصالحة.

بعدها أكد البابا أنه جاء إلى كوبا كـ"حاج للمحبة" ليثبت الأخوة في الإيمان ويشجعهم بواسطة الرجاء الذي يولد من محبة الله. وقال إنه يحمل في قلبه التطلعات العادلة والرغبات المشروعة لجميع الكوبيين، أينما وُجدوا، بالإضافة إلى أفراحهم وأتراحهم ومخاوف الشبان والعجزة والمراهقين والأطفال والمعوقين، والعمال والمعتقلين وعائلاتهم ناهيك عن الفقراء والمحتاجين.

أشار بندكتس السادس عشر في كلمته إلى الأزمة الاقتصادية الراهنة في العديد من دول العالم، والمرتبطة بأزمة روحية وخلقية تركت الإنسان بلا قيم، لا حول له ولا قوة إزاء طموحات وأنانيات بعض القوى التي لا تأخذ في الاعتبار الخير الأصيل للأشخاص والأسر. وأكد أن التقدم الحقيقي يتطلب خلقية تجعل من الكائن البشري محورا لها، وتنظر إليه خصوصا من المنظور الروحي والديني.

هذا ثم أعرب البابا عن ثقته بأن كوبا ـ وفي هذه اللحظة الهامة من تاريخها ـ تنظر إلى الغد ولهذا السبب إنها تسعى جاهدة إلى تجديد وتوسيع آفاقها. وثمة دور يطلع به إرث القيم الروحية والخلقية الكبير الذي طبع هويتها الأصيلة ويتجلى هذا الإرث في أعمال وحياة العديد من آباء الأمة، شأن الطوباوي خوسيه أولالو إي فالديس وخادم الله فيليكس فاريلا. وختم مؤكدا أن الكنيسة ـ من جانبها ـ عرفت كيف تساهم في الالتزام بتعزيز هذه القيم من خلال رسالة رعوية سخية، لا تعرف الكلل وتجدد اليوم التزامها في مواصلة العمل بلا هوادة لخدمة جميع الكوبيين بشكل أفضل.








All the contents on this site are copyrighted ©.