زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى المكسيك وكوبا. كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

في ختام الاحتفال بالذبيحة الإلهية تلا البابا بندكتس السادس عشر كعادته ظهر كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذين شاركوا في القداس الإلهي بليون. قال البابا: في إنجيل هذا الأحد يتحدث يسوع عن حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُخرج ثمرا كثيرا، ورد هكذا على بعض اليونانيين الذين اقتربوا من فيليبس الرسول قائلين "نريد أن نرى يسوع" (يوحنا 12، 21). ونحن اليوم نسأل مريم العذراء أن تُرينا يسوع. وإذ نتلو صلاة التبشير الملائكي تتجه أنظارنا إلى العذراء سيدة غوادالوبيه المكرمة بحرارة منذ قرون كرمز للمصالحة وطيبة الله اللامتناهية.

أكد البابا أن الأحبار الأعظمين الذين اعتلوا السدة البطرسية من قبله أطلقوا عليها الألقاب التالية: سيدة المكسيك، شفيعة أمريكا اللاتينية، أم وإمبراطورة القارة، فيما يطلق عليه المؤمنون تسميات عدة من بينها "وردة المكسيك" و"سيدة السماء" وغيرها. أشار بندكتس السادس عشر بعدها إلى أن المحبة حيال مريم العذراء تعني الالتزام في الإصغاء لابنها وأن إكرام سيدة غوادالوبيه يعني العيش وفقا لكلمات ثمرة أحشائها المباركة.

تابع البابا يقول: في الظرف الراهن حيث تجد عائلات كثيرة نفسها منقسمة ومجبرة على الهجرة، تعاني أسر عديدة نتيجة الفقر والفساد والعنف المنزلي والاتجار بالمخدرات وأزمة القيم والإجرام. فلنتوجه إلى العذراء مريم بحثا عن العزاء والقوة والرجاء. إنها أم الإله الحقيقي الذي يدعونا إلى الثبات في الإيمان والمحبة بغية تخطي كل شر وبناء مجتمع أكثر عدلا وتضامنا.

بهذه المشاعر أود أن أوكل هذه البلاد وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكارييب إلى شفاعة العذراء سيدة غوادالوبيه. أوكل كل واحد من أبنائها إلى نجمة الكرازة الأولى والجديدة بالإنجيل، التي أحيت بمحبتها الوالدية التاريخ المسيحي في هذه الأراضي. وفي زمن التجارب والألم استحضر اسمها العديد من الشهداء الذين صاحوا قائلين "ليحيا المسيح الملك وعذراء غوادالوبيه" فقدموا شهادة دائمة للأمانة للإنجيل وتكريس الذات للكنيسة.

في الختام سأل البابا العذراء أن يحث حضورُها في هذه الأمة العزيزة الأشخاص على الدوام على احترام الحياة البشرية والدفاع عنها وتعزيزها وتوطيد أواصر الأخوة والحيلولة دون اللجوء إلى الانتقام والابتعاد عن الحقد الذي يفصل بين الأشخاص.