2012-03-25 19:02:15

زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى المكسيك وكوبا. البابا يترأس الذبيحة الإلهية في ليون


ترأس البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي القداس الإلهي في ليون، عاونه فيه أكثر من مائتين وخمسين كاردينالا ورئيس أساقفة وأسقفا من المكسيك وأمريكا اللاتينية. وقد أحيت الاحتفال الليتورجي أوركسترا مؤلفة من ستين موسيقيا وجوقة ضمت أكثر من مائتي مرنّم. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للبابا استهلها موجها تحياته الحارة للجميع، خاصا بالذكر أساقفة المكسيك وأمريكا اللاتينية والكراييب. قال البابا إن كلمات صاحب المزامير "قلبا نقيا اخلق في يا الله" تساعدنا على ولوج المسيرة نحو أسبوع الآلام التي تُعدنا للسر الفصحي، سر موت وقيامة الرب من بين الأموات، كما تساعدنا هذه الآية على مواجهة التحديات المطروحة أمام المكسيك وباقي دول أمريكا اللاتينية.

العلاقة مع الله بقلب نقي، صادق ومتواضع كانت تعني في تاريخ شعب الله إدراكا أكبر للشر والخطيئة الحاضرَين بوسطه، كقوة من المستحيل أن يتغلب عليها الإنسان. ولم يبق أمام المؤمن سوى الاستسلام لرحمة الله على أمل أن يبدّل وضعا مظلما، لا يُحتمل. تاريخ شعب الله حافل بالصراعات الآيلة إلى بلوغ الكيان الأصيل والسير في درب الخلاص. هذا الأمر يعني بالنسبة لنا اليوم أن الاستراتيجيات التي يضعها البشر للاستجابة إلى الأوضاع الراهنة ليست كافية لأنه يتعين علينا اللجوء إلى من هو قادر على أن يهبنا الحياة بملئها أي إلى ابن الله، يسوع المسيح.

بعدها توقف البابا بندكتس السادس عشر عند إنجيل هذا الأحد مشيرا إلى أن المسيح أعلن عن اقتراب موعد آلامه وموته. لقد تجلى مجد المسيح بفضل تضحيته بذاته من أجل الكل تماما كحبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت لتعطي ثمارا وافرة. بهذه الطريقة التقى البشر بالإله الحقيقي الذي أظهر ذاته لجميع الشعوب. هكذا أيضا أظهرت العذراء سيدة غوادالوبيه ابنها للقديس خوان دييغو، لم تقدمه كبطل أسطوري إنما كالإله الحقيقي، خالق البشر والسماء والأرض.

لم تخل عظة البابا من الإشارة إلى الزيارات الرسولية لسلفه يوحنا بولس الثاني إلى المكسيك لافتا إلى أن الطوباوي فويتيوا ينظر بفرح من السماء إلى هذا المكان الذي تجمع فيه ملايين المكسيكيين.

بعدها ذكّر بندكتس السادس عشر بأن ملكوت المسيح لا يعتمد على قوة جيوشه كي يُخضع الآخرين بالقوة أو العنف. إنه يرتكز إلى قوة أكبر تجتاح القلوب: قوة محبة الله التي حملها المسيح إلى العالم من خلال تضحيته وبواسطة الحقيقة التي شهد لها.

هذا ثم تحدث البابا عن الذكرى المئوية الثانية لنشأة الأمة المكسيكية التي جمعت بين مكونات مختلفة لكنها تشاطر المصير نفسه والتطلعات نفسها. ودعا الجميع إلى رفع الصولات للمسيح ليخلق فينا قلبا نقيا يسكن فيه كأمير للسلام بفضل قوة الله، التي هي قوة الخير وقوة المحبة.

وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن أساقفة أمريكا اللاتينية والكراييب جددوا في أباريسيدا التزامهم في الكرازة بالإنجيل من خلال "الرسالة القارية" في جميع أبرشيات القارة. وشدد البابا على ضرورة أن تصل هذه القناعة إلى جميع المسيحيين والجماعات الكنسية ليقاوموا تجربة الإيمان السطحي، كما سطر ضرورة تخطي "كلل الإيمان" واستعادة فرح أن نكون مسيحيين والسعادة الداخلية الناجمة عن التعرف على المسيح والانتماء لكنيسته. من هذا الفرح ـ قال البابا ـ تلد الطاقات اللازمة لخدمة المسيح في أوضاع الألم البشري، ولوضع الذات بتصرفه. وختم بندكتس السادس عشر عظته مؤكدا أن "سنة الإيمان" تشكل بالنسبة للكنيسة كلها دعوة للارتداد إلى الرب، مخلص العالم الأوحد.








All the contents on this site are copyrighted ©.