2012-03-24 00:02:12

كلمة البابا خلال مراسم الاستقبال على أرض مطار غواناخواتو الدولي: جئت كحاج للإيمان والرجاء والمحبة


جرت مراسم استقبال البابا بندكتس السادس عشر على أرض مطار غواناخواتو الدولي عصر أمس الجمعة بالتوقيت المحلي. وكان في استقبال البابا ممثلون عن السلطات المدنية والدينية يتقدمهم الرئيس المكسيكي وعدد من الكرادلة والأساقفة والكهنة. ألقى بندكتس السادس عشر كلمة أعرب فيها عن امتنانه الكبير لله الذي سمح له بإتمام هذه الزيارة. وقال إن رجلَيه تطآن هذا المكان الذي يشكل المركز الجغرافي للمكسيك حيث شاء أن يأتي سلفه البابا يوحنا بولس الثاني منذ زيارته الأولى للمكسيك لكن الظروف لم تسمح له بذلك. وجه البابا شكره إلى الرئيس المكسيكي وجميع الشخصيات التي حضرت إلى مطار غواناخواتو لاستقباله، وخص بالذكر رئيس أساقفة ليون المطران راباغو.

أعرب البابا عن رغبته في معانقة الشعب المكسيكي وشعوب أمريكا اللاتينية كلها، الممثَّلة بالعديد من الأساقفة. وتابع قائلا: إن الشعب المكسيكي ومعظم شعوب أمريكا اللاتينية أحيت الذكرى المئوية الثانية لاستقلالها خلال السنوات المنصرمة. ونُظمت احتفالات دينية عدة رفعت خلالها هذه الشعوب الشكر لله على هذه اللحظة الهامة جدا. وذكّر البابا الجميع بأن السيدة مريم العذراء سهرت دوما على إيمان أبنائها خلال نشأة هذه الدول، وما تزال تفعل الشيء نفسه اليوم أيضا إزاء التحديات الكثيرة المطروحة أمامنا.

مضى بندكتس السادس عشر إلى القول: جئتُ كحاج للإيمان والرجاء والمحبة. أريد أن أثبّت المؤمنين بالمسيح في إيمانهم وأحثهم على إعادة إحياء هذا الإيمان من خلال الإصغاء لكلمة الله وممارسة الأسرار وعيش حياة تتلاءم مع إيمانهم. بهذه الطريقة يساهم المؤمنون في إرساء أسس التعايش السلمي المرتكز إلى مبدأ احترام كرامة الإنسان التي لا تُمس. وهذه الكرامة يتم التعبير عنها من خلال الحق الأساسي في الحرية الدينية.

أن نضع ثقتنا بالله ـ تابع البابا ـ يعني أن نكون واثقين بأننا سنلتقي به وننال نعمه، وعلى هذا الأساس يرتكز رجاء كل مؤمن. نعم! الرجاء يبدل وجود كل رجل وكل امرأة، ويشع كنور يبدد الظلمات الحالكة. هذا البلد وهذه القارة مدعوان إلى عيش الرجاء بالله بطريقة عميقة وترجمته إلى التزام واقعي لنسير معا نحو عالم أفضل.

يعيش المؤمنون بالمسيح في الإيمان والرجاء ويمارسون أعمال المحبة كعنصر أساسي من رسالتهم: يساعدون الجائعين والمشردين والمرضى والمحتاجين. رسالة الكنيسة هذه لا تستثني أحدا ولا تدخل في منافسة مع مبادرات أخرى، خاصةً كانت أم عامة. بل تتعاون بفرح مع من يسعون إلى الأهداف نفسها ولا تطلب شيئا بالمقابل.

ختم البابا كلمته يقول: سيدي الرئيس، أيها الأصدقاء الأعزاء، سأسأل الله والعذراء سيدة غوادالوبيه ـ خلال الأيام المقبلة ـ أن يكون هذا الشعب وفيا لإيمانه وتقاليده. وسأصلي على نية المعوزين وجميع الأشخاص المتألمين جراء العنف والحقد والخلافات القديمة والجديدة. أعرف أني موجود في بلد يعتز بحسن الضيافة ويرغب بألا يشعر أيُ ضيف بأنه غريب فيه. وآمل من كل قلبي أن يشاطرني هذا الشعور العديد من المواطنين المكسيكيين المقيمين خارج بلادهم والراغبين في رؤيتها تسير على درب النمو الأصيل والمتكامل.








All the contents on this site are copyrighted ©.