2012-03-19 16:56:20

قادة دينيون وسياسيون ينعون البابا شنودة الثالث


في أعقاب وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس أصدرت بطريركية القدس للاتين برقية حملت توقيع البطريرك فؤاد طوال عبر فيها عن تعازيه الحارة إلى كنيسة الإسكندرية القبطية وسأل الله للراحل "الرحمة والرضوان، وللكنيسة القبطية من بعده، أساقفة وكهنة ومؤمنين، الصبر والسلوان وعزاء الإيمان". وجاء في البرقية أن "البابا شنودة كان رئيسا روحيا لكنيسته وللكنائس المسيحية، وعلما من أعلام المسيحية المشرقية. أدى رسالته المسيحية بإيمان عميق وأمانة صادقة في خضم الأحداث في العالم العربي والعالم كله".

على صعيد آخر، وجّه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، رسالة تعزية متلفزة إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خاصةً وإلى الشعب المصري عامةً بوفاة البابا شنودة الثالث. وقد تلقى النبأ أثناء القداس الإلهي الذي ترأسه في كنيسة مار مارون بمصر الجديدة. قال الراعي: "باسم الكنيسة المارونية، وباسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وباسم الشعب اللبناني وكل كنائسنا نتقدم بالتعازي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة ونقول لأبنائها: لقد فقدتم راعيا على الأرض ولكن كسبتم شفيعاً في السماء. هذا البابا - البطريرك الكبير الذي حمل الكنيسة بصلاته وتعليمه وبتضحياته وبحضوره الدائم، وفي الوقت الذي خارت قواه أراد الربّ أن ينقله إلى مجد السماء كي يستطيع بالقوة الإلهية أن يشفع بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية".

بالمقابل بعث الأب بولس روحانا، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط ببرقية عزاء إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية معرباً عن تمنياته في أن يكون خلف البابا شنودة حكيماً ويسير على دربه في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها مصر وبلدان المنطقة. وأعرب الأب روحانا في برقيته عن حزنه الكبير لوفاة البابا شنودة، قائلاً: "إن الفقيد جمع بين حبه لكنيسته ولشعبه".

هذا واحتشد آلاف المسيحيين أمس الأحد لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة الثالث الذي سعى لتهدئة التوتر الطائفي على مدار أربعة عقود أمضاها على رأس الكنيسة الأرثوذكسية في مصر.

وقد اختير شنودة بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس في تشرين الثاني نوفمبر عام 1971 ليرأس الكنيسة الأرثوذكسية التي ينتمي إليها معظم مسيحيي مصر. احتشد آلاف المسيحيين حول الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية بوسط القاهرة ليل السبت وصباح الأحد لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة.

ونشرت الصحف يوم الأحد العبارة التي كثيراً ما رددها البابا شنودة وتقول "مصر ليست وطنا نعيش فيه وإنما وطن يعيش فينا". ومن المقرر أن يوارى الثرى في دير بوادي النطرون في الصحراء شمال غربي القاهرة بناء على وصيته.

ومن بين المعزين بوفاة البابا شنودة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال في بيان أصدره البيت الأبيض "سنذكر البابا شنودة الثالث كرجل عميق الإيمان وزعيم لعقيدة عظيمة وداعم للوحدة والمصالحة". وأضاف أوباما أن شنودة كان ملتزماً بالوحدة الوطنية "وزعيماً محبوباً لأقباط مصر ومسانداً للتسامح الديني والحوار بين الأديان".

وذكرت وسائل إعلام حكومية أن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة منح المسيحيين العاملين في مؤسسات الدولة إجازة ثلاثة أيام لوداع البابا شنودة. ونعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ تنحي مبارك البابا شنودة. وعبر في بيان عن أمله في "أن تتحقق أمانيه الغالية والتي عمل عليها بإخلاص وأمانة طوال حياته للحفاظ على وحدة مصر ووحدة نسيجها الوطني". كما نعى الراحل أيضاً شيخ الأزهر ومفتي جمهورية مصر العربية وجماعة الإخوان المسلمين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.