2012-03-19 15:44:23

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


أَمَّا ميلاد يسوعَ المسيح، فهكذا كان: لمّا كانت مَريمُ أُمُّهُ مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وكان يُوسُفُ زَوجُها بارًا، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا. وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: "يا يُوسُف َابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. إِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم". فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه. (متى 1، 16. 18- 21. 24)

 

للتأمل: من عظة القديس بيرناردان السياني : القديس يوسف الحارس الأمين لأسرار الخلاص

عندما تختار العناية الإلهيّة شخصًا ما لتمنحه نعمة خاصّة، فإنّها تعطيه كلّ المواهب الضروريّة، ممّا يزيد بوفرة جماله الروحي. إنّ كلّ هذا قد تحقّق لدى القدّيس يوسف، والد الربّ يسوع المسيح الشرعي، والزوج الحقيقيّ لملكة الكون وسيّدة الملائكة. لقد اختاره الآب الأزلي ليكون المربّي والحارس الأمين لكنوزه الأساسيّة، أي لابنه وعروسه؛ وقد قام بهذه المهمّة بأمانة. لهذا قال الربّ له: "أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين!... أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" (متى25، 21). إذا قارنت القدّيس يوسف بباقي أعضاء كنيسة المسيح، ألا ترى أنّه الرجل الذي اختير خاصّة، ليدخل المسيح إلى العالم من خلاله بطريقة مشرّفة وطبيعيّة؟ فإذا كانت الكنيسة المقدّسة بأسرها مدينة للعذراء مريم بكونها هي مَن أعطت العالم أن يستقبل المسيح بالجسد، فإنّ الكنيسة عليها أن تكون مدينة، بعد العذراء، للقدّيس يوسف وأن تؤدّي له احترامًا مماثلاً. إن القدّيس يوسف هو، بالفعل، ختام العهد القديم: فَبِهِ قد نال الآباء والأنبياء الثمرة الموعودة. هو وحده قد امتلك بالحقيقة ما كانت الطيبة الإلهيّة قد وعَدَت به. يجب ألاّ يكون لدينا أيّ شكِّ في أنّ الربّ يسوع بعد صعوده إلى السماء، لم ينكر الحميميّة والاحترام اللذين كان يكنّهما للقدّيس يوسف خلال حياته الأرضيّة كمثل أي ولدٍ لأبيه، بل على العكس فإنّه قد أغنى تلك الطاعة والاحترام وأكملهما. وها إنّي به يقول: "أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ". اذكُرنا أيّها القدّيس يوسف واشفع بنا، بمعونة صلاتك، لدى ابنك بالتبنّي؛ واجعل العذراء، خطّيبتك، شفيعة لنا أيضًا لأنّها والدة الذي يحيا ويملك مع الآب والروح القدس إلى أبد الآبدين... آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.