2012-03-14 15:13:37

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا بندكتس السادس عشر يبدأ التأمل حول الصلاة في أعمال الرسل ورسائل القديس بولس


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: إخوتي وأخواتي الأعزاء، نبدأ اليوم تأملنا حول الصلاة في أعمال الرسل ورسائل القديس بولس. ففي إنجيله، وفي أعمال الرسل، يتكلم القديس لوقا غالبا عن صلاة يسوع، مريم، النسوة، التلاميذ والجماعة.

قال البابا إن مريم حاضرة في كل حياة يسوع الأرضية، تصغي وتتأمل في قلبها بكل حدث من حياته، وترافق بوداعةٍ ابنها والتلاميذ الأولين. ومع مريم تبدأ حياة يسوع الأرضية، وهي حاضرة أيضا عند ولادة الكنيسة، وتتميّز صلاتها بالتمجيد والتسبيح والفرح والشكر لعظائم الله في التاريخ.

أضاف الأب الأقدس: ومع أنها نالت الروح القدس في ولادة الكلمة المتجسّد، فقد شاركت مريم الرسل في انتظار الروح نفسه كي "يصوَّرَ المسيح" (غل4، 19)، في قلب كل مؤمن. وإذا كان لا وجود للكنيسة بدون العنصرة، فلا وجود أيضا للعنصرة بدون أم يسوع. فإكرام مريم يعني أن نتعلم منها أن نكون جماعة تصلي على الدوام وهذه هي أولى صفات الجماعة المسيحية في أعمال الرسل. تدعونا مريم لتوسيع آفاق صلاتنا، فلا نصلي فقط عند الحاجة أو لأنفسنا وإنما بشكل جماعي، متواصل وأمين "بقلب واحد ونفس واحدة" (أعمال4،32).

كما ذكّر البابا في تعليمه الأسبوعي بما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني، في الدستور العقائدي في الكنيسة "ولكن الله الذي أراد ألا يظهر سر خلاص البشر بجلاء إلا في الساعة التي يرسل الروح الذي وعد به المسيح، نرى الرسل قبل يوم العنصرة "مثابرين بقلب واحد على الصلاة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته"، ونرى مريم تطلب بصلواتها عطية الروح الذي كان حلّ عليها يوم البشارة"، إن مريم صورة ومثال باهر في الإيمان والمحبة."

وختم البابا بندكتس السادس عشر تعليمه الأسبوعي بالقول إن أم يسوع قد وضعها الرب في لحظات حاسمة من تاريخ الخلاص، وقد عرفت أن تجيب دوما بجهوزية كاملة، ثمرة علاقة عميقة مع الله نمت من خلال مواظبتها على الصلاة. فبين جمعة الآلام وأحد القيامة عُهِد بها إلى التلميذ الحبيب، ومن خلاله لجماعة التلاميذ (يوحنا19،26) وبين الصعود والعنصرة كانت تصلي في الكنيسة ومعها (أعمال1،14). مريم أم الله وأم الكنيسة تمارس هذه الأمومة حتى نهاية التاريخ، فلنسلّم لها ببنوة كل مرحلة من حياتنا الشخصية والكنسية. تعلمنا مريم ضرورة الصلاة وتدلنا كيف أنه، ومن خلال علاقة مستمرّة وعميقة ومليئة بالحب مع ابنها، يمكننا الخروج من ذواتنا بشجاعة لنصل إلى أصقاع العالم ونعلن في كل مكان أن الرب يسوع مخلص العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.