2012-03-07 16:48:17

البابا بندكتس السادس عشر في مقابلته العامة: "وحده الصمت قادر أن يُسكنَ كلمة الله فينا"


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: إخوتي وأخواتي الأعزاء نتوقف اليوم عند أهمية الصمت لنختم تأملنا حول صلاة يسوع.

قال البابا: على الجلجلة يُظهر الصليب صمت يسوع كآخر كلمة للآب ويبين أن الله يتكلم في الصمت. مطبوعة بالكلمة والصمت، تلزمنا صلاة يسوع بشكل أعمق. فلقبول كلمة الله نحن بحاجة أولا للصمت الداخلي والخارجي لنتمكن من الإصغاء إليها. يعلمنا تقليد آباء الكنيسة أن أسرار المسيح مرتبطة بالصمت، ووحده الصمت قادر أن يُسكنَ كلمة الله فينا على مثال مريم، امرأة الصمت والكلمة معا. لذا ينبغي أن تكون صلاتنا الشخصية واحتفالاتنا الليتورجية غنية بأوقات صمت لتعزيز إصغاء حقيقي.

تابع البابا يقول غالبا ما نشعر في حياتنا أيضا بصمت الله، فيبدو وكأنه لا يصغي لنا ولا يجيب، إنما صمت الله لا يعني غيابه. بهذا المعنى تحمل خبرة أيوب معنى كبيرا. لقد خسر كل شيء، وبدا كأن الله قد تركه، إلا أنه حافظ على إيمانه كاملا واكتشف قيمة خبرته وعرف صمت الله، فأصبح باستطاعته أن يقول:"كنت قد سمعتك سمع الأذن، أما الآن فعيني قد رأتك" (أيوب42، 5).

وأضاف الأب الأقدس يقول إن الله يحبنا وهذا يكفينا! أصدقائي الأعزاء إن حدث الصلاة ظهر لنا في الكلمة المتجسد الذي يعلّمنا محتوى واستعدادات الصلاة الحقيقية: نقاوة القلب، البحث عن ملكوت الله، مسامحة الأعداء والثقة البنوية.

تابع الأب الأقدس يقول إن يسوع هو المحاور، الصديق والمعلم، به تظهر لنا العلاقة الجديدة مع الله من خلال الصلاة البنوية التي ينتظرها الآب من أبنائه، فمن يسوع نتعلم كيف أن الصلاة الدائمة تساعدنا على فهم حياتنا، وتفعيل خياراتنا، والاعتراف بدعوتنا وقبولها ولاكتشاف المواهب التي أعطاناها الله لنحقق يوميا مشيئته، الطريق الوحيد لنحقق وجودنا.

وختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي بالقول لنطلب من الله بثقة أن يساعدنا على عيش مسيرة صلاتنا البنوية، متعلمين يوميا من الابن الوحيد الذي صار إنسانا من أجلنا، كيفية التخاطب مع الله. فتصبح عندها كلمات القديس بولس عن الحياة المسيحية صلاتنا أيضا:"إني واثق بأنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا أصحاب رئاسة، ولا حاضر ولا مستقبل، ولا قواتٌ، ولا علوٌ ولا عمق، ولا خليقة أخرى، بوسعها أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (روما8،38- 39).

وفي الختام حيا البابا الشباب والمرضى والمتزوجين الجدد، وقال إن طريق الصوم الذي نسيره يقودكم أيها الشباب الأعزاء نحو نضوج الإيمان بالمسيح، وينمي فيكم أيها المرضى الرجاء به كي يعضدكم دائما في وقت التجربة، ويساعدكم أعزائي المتزوجين الجدد لتجعلوا من حياتكم العائلية رسالة حب أمين وسخي.








All the contents on this site are copyrighted ©.