2012-03-06 16:30:00

في مقدمة كتاب الكاردينال كورديس البابا يشرح معنى الحياة المسيحية


كتب البابا بندكتس السادس عشر مقدمة كتاب الكاردينال بول يوزيف كورديس رئيس المجلس البابوي قلب واحد شرفا بعنوان "خبز مكسور للآخرين". قال البابا في الفصل الثاني من أعمال الرسل ، يصف القديس لوقا الكنيسة الناشئة بأربع ميزات تشير إلى طريقة حياتها:"كانوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات" (أعمال2،42) وكانوا "يلازمون الهيكل كل يوم بقلب واحد، ويكسرون الخبز في البيوت، ويتناولون الطعام بابتهاج وسلامة قلب" (أعمال2،46). يظهر كسر الخبز كعنصر أساسي للجماعة المسيحية ويذكرنا بلقاء القائم من الموت بتلميذي عماوس وبالعشاء الأخير، وعلى الرغم من تعدد معانيه يكشف لنا عن المحور الأساسي للوجود المسيحي.

تابع البابا يقول في العالم اليهودي كان واجب رب البيت كسر الخبز بعد الصلاة وتوزيعه على الحاضرين على مائدة الطعام، ويسوع رب البيت والضيف الأبوي لتلاميذه قد تبنّى هذه العادة التي في عشاء ليلة آلامه تتخذ معنى جديدا، في الواقع، في تلك الساعة يسوع لا يوزع الخبز فقط بل جسده: هو يعطي ذاته.

أضاف الأب الأقدس في الوليمة اليومية يحمل كسر الخبز معنيَين فهو في الوقت عينه علامة مشاركة واتحاد، فبواسطة الخبز المكسور تصبح الجماعة واحدا، فالمشاركة هي علامة شراكة وعطاء تجعل من الضيوف أفرادا من العائلة، وهذه المشاركة والاتحاد يبلغان في عشاء يسوع الأخير عمقا لا يمكن تخيُّله، فبكسره للخبز يحقق يسوع قول الإنجيلي يوحنا "بلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده" (يوحنا13،1) والذي به يعطي ذاته ويصبح خبزا "ليحيا العالم" (يوحنا6،51).

فعبارة "كسر الخبز"، تابع البابا يقول، أصبحت في الكنيسة الأولى تدل إلى الافخارستيا، أي ما كان يميّزها وحافظ على وحدتها كجماعة جديدة. فمن ذكرى العشاء الأخير يظهر بوضوح أن الافخارستيا هي أكثر من عمل عبادة بسيط ينتهي في الاحتفال الليتورجي، لقد كان كسر الخبز بذاته علامة شراكة، ويمكن للمسيحيين اليوم أن يروا من خلال فعل يسوع صورة عن ضيافة الله التي من خلالها يعطي الابن المتجسد ذاته كخبز حياة، لذا فكسر الخبز الافخارستي يجب أن يتابع في "كسر الخبز" في الحياة اليومية بالجهوزية لمشاركة ما نملك، للعطاء وللتوحيد. وأضاف ببساطة أنه الحب بكل عظمته الذي يظهر من خلال هذا الفعل، وبه نجد المفهوم المسيحي الجديد للعبادة والاهتمام بالآخر: فعلى الافخارستيا أن تصبح "كسرا للخبز" على جميع المستويات، أي خدمة وعطاء في الحياة اليومية.

وخلص الأب الأقدس إلى القول أتمنى لهذا الكتاب أن يدخل إلى القلوب، وأن يقود إلى العمل بحب وشراكة أعمق مع يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.